ثمّ قال الشّيخ : [وإن جعل نحو على كتفه سيف (١) حالا (٢) كثر فيها] أي في تلك الحال [تركها] أي ترك الواو [نحو] قول بشار : إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها [خرجت مع البازي عليّ سواد (٣)] أي بقيّة من اللّيل ، يعني إذا لم يعرف قدري أهل بلدة أو
________________________________________
ووجه الأولويّة : أنّه جعل وهو يسرع أو وهو مسرع مشبّها بالمثالين المذكورين في وجوب الواو ، ولا شكّ أنّ المشبّه به أقوى من المشبّه في وجه الشّبه ، وهو وجوب الواو في المثالين المذكورين ، وعلّل بعضهم وجه كون ذلك بالطّريق الأولى بأنّ الاستئناف في المثالين المذكورين أظهر ، لأنّ الضمير أقرب للاسم من الظّاهر ومن الأجنبي ، وقصد الشّارح بقوله : «وهو مشعر ...» الاعتراض على المصنّف وذلك ، لأنّ ظاهر كلامه أنّ الجملة الاسميّة الواقعة حالا لا يجب اقترانها بالواو عند الشّيخ عبد القاهر ، إلّا إذا كان المبتدأ فيها ضمير ذي الحال ، وأنّه لو كان المبتدأ اسمه الظّاهر أو اسم أجنبي غيره لا تجب الواو عنده ، بل تجوّز ، وليس كذلك كما يدّل عليه كلامه المذكور ، فإنّ المبتدأ لو كان اسمه الظّاهر أو اسما أجنبيا ، يجب حينئذ الواو عنده بطريق أولي ، كما تقدّم من مقالته.
(١) أي بأن تأتي من كلّ جملة اسميّة خبرها جار ومجرور متقدّم حالا كثر فيها ترك الواو ، فلو كان خبرها جار ومجرور مؤخّرا وجب اقترانها بالواو عنده ، كما تقدّم ، ومذهب المصنّف أنّه يكثر اقترانها بالواو مطلقا ، وذكر صدر الأفاضل أنّ ترك الواو قليل في الجملة الحاليّة الّتي خبرها غير جار ومجرور ، ومفهومه أنّ الخبر إذا كان جارا ومجرور يكثر فيه التّرك فيكون مذهبا ثالثا.
(٢) أي حالا من معرفة قبله نحو : جاء زيد على كتفه سيف ، فلو كان صاحب الحال نكرة لوجبت الواو لئلّا تلتبس الحال بالنّعت ، كقولك : جاء رجل طويل وعلى كتفه سيف ، فتجب الواو ، وإلّا كان نعتا.
وبالجملة كثر ترك الواو لو وقعت الجملة الاسميّة الّتي خبرها جار ومجرور متقدّم حالا من معرفة قبله ، نحو : جاء زيد على كتفه سيف ، وذلك لعلّة سيأتي ذكرها من أنّ الظّرف عندئذ متعلّق باسم الفاعل ، فيصبح الحال في مثله من الأحوال المفردة الّتي من حقّها أنّ تجيء مجرّدة من الواو.
(٣) «أنكرتني» بالنّون والرّاء المهملة وتاء التّأنيث ماض ، بمعنى أكرهتني ، «نكرتها» بكسر