معنيين متقابلين في الجملة (١) كالقصاص والحياة.
[وإيجاز (٢) الحذف] عطف على قوله : إيجاز القصر ، [والمحذوف إمّا جزء (٣) جملة] عمدة (٤) كان أو فضلة [مضاف] بدل (٥) من جزء جملة [نحو : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(١)]
________________________________________
(١) قوله :
«في الجملة» متعلّق بقوله متقابلين ، والمعنى ولو كان تقابلهما في الجملة ، أي بحسب ما استلزماه كالقصاص والحياة ، فإنّ القصاص إنّما كان مقابلا للحياة ، ومضادّا لها باعتبار أن فيه قتلا ، والقتل يشتمل على الموت المقابل للحياة ، فيكون مقابلا لها في الجملة.
(٢) أي عطف على إيجاز القصر ، وإيجاز الحذف هو الإيجاز الحاصل بسبب حذف شيء من الكلام ، فهو من إضافة المسبّب إلى السّبب.
(٣) المراد بجزء الجملة ما ليس مستقلا كالشّرط وجوابه ، وبالجملة ما كان مستقلا.
(٤) خبر مقدّم لكان ، وأشار الشّارح بذلك التّعميم إلى أنّ المصنّف أراد بجزء الجملة هنا ما يعمّ الجزء الّذي يتوقّف عليه أصل الإفادة وغيره ، فالعمدة كالمبتدأ والخبر والفاعل والفضلة كالمفعول ، والدّليل على أنّ المصنّف أراد بجزء الجملة ما ذكره بعد ذلك ، وبهذا اندفع ما اعترض به على المصنّف حيث أبدل المضاف من جزء الجملة ومثّل له بالآية مع أنّ المضاف المحذوف في الآية مفعول لا جزء الجملة ، لأنّ الجملة والكلام مترادفان ، فلا يكون جزء لها إلّا ما كان عمدة من مسند أو مسند إليه ، وما عداهما من المتعلّقات فخارجة عن حقيقتها ، فلا يرد عليه الاعتراض المذكور.
(٥) أي بدل كلّ من كلّ لا بدل بعض ، لعدم الضمير فيه الرّابط له بالكلّ المبدل منه ، وإنّما لم يجعله نعتا ، لأنّه وإن كان مشتقّا وكذا ما بعده ، أعني قوله : «أو موصوف» لكن عطف عليه ما لا يصحّ جعله نعتا ، وذلك قوله : صفة وشرط لعدم اشتقاقهما ، فجعل الكلّ بدلا ليصحّ الإعراب فيها جميعا.
__________________
(١) سورة يوسف : ٨٢.