جملة وقعت صفة لمحذوف (١) [أي] أنا ابن [رجل جلا] أي انكشف (٢) أمره أو كشف (٣) الأمور ، قيل : جلا ههنا (٤) علم ، وحذف التّنوين باعتبار أنّه منقول (٥) عن الجملة ، أعني الفعل مع الضّمير (٦) ، لا عن الفعل وحده (٧).
[أو صفة نحو : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)(١) (٨) أي] كلّ سفينة [صحيحة أو نحوها] كسليمة أو غير معيبة [بدليل (٩) ما قبله] وهو (١٠) قوله : (فَأَرَدْتُ أَنْ
________________________________________
(١) وهو رجل.
(٢) أي ظهر واتّضح أمره ، بحيث لا يجهل ، وعلى هذا المعنى فيكون «جلا» فعلا لازما.
(٣) أي بيّنها ، وعلى هذا فيكون «جلا» متعدّيّا ، ومفعوله محذوف ، وأشار الشّارح بذلك إلى أنّ «جلا» يستعمل لازما ، فيفسّر بالمعنى الأوّل ومتعدّيّا فيفسّر بالمعنى الثّاني.
(٤) أي في البيت ، وعلى هذا القول لا شاهد في البيت لعدم الحذف فيه.
(٥) والعلم المنقول عن الجملة يحكى ، فلا يتغيّر كما في علم النّحو.
(٦) أي مع الضّمير المستتر في الفعل.
(٧) أي لأنّه لو كان منقولا عن الفعل وحده ، لم يمنع من التّنوين ، إذ ليس فيه وزن الفعل المانع من الصّرف ، ولا زيادة كزيادة الفعل ، والحاصل إنّ الفعل المنقول للعلميّة إن اعتبر معه ضمير فاعله ، وجعل الجملة علما ، فهو محكى ، وإن لم يعتبر معه الضّمير فحكمه حكم المفرد في الانصراف وعدمه ، فإن كان على وزن يخصّ الفعل أو في أوّله زيادة كزيادة الفعل فإنّه يمتنع من الصّرف ، وإن لم يكن كذلك ، فإنّه يصرف فيرفع بالضّمّة ، وينصب بالفتحة ، ويجرّ بالكسرة حال كونه منوّنا.
(٨) والشّاهد في قوله : (كُلَّ سَفِينَةٍ) حيث حذف فيه الصّفة ، والتّقدير كلّ سفينة غير معيّنة ، بقرينة ما قبله من قوله : (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها).
(٩) أي وإنّما قلنا : الوصف محذوف بدليل ما قبله.
(١٠) أي ما قبله قوله تعالى حكاية عن الخضر (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) ، فإنّه يدلّ على أنّ الملك كان إنّما يأخذ الصّحيحة دون المعيبة ، وإلّا لما كان في جعلها معيبة فائدة.
__________________
(١) سورة الكهف : ٧٩.