وهو أيضا] أي التّذييل ينقسم قسمة أخرى ، وأتى بلفظة أيضا تنبيها (١) ، على أنّ هذا التّقسيم للتّذييل مطلقا لا للضّرب الثّاني منه (٢) ، [إمّا] أن يكون [لتأكيد منطوق (٣) ، كهذه الآية (٤)]. فإنّ زهوق الباطل منطوق في قوله : (وَزَهَقَ الْباطِلُ) (٥). [وإمّا لتأكيد مفهوم (٦) ، كقوله (٧) : ولست] ، على لفظ الخطاب
________________________________________
(١) أي الإتيان بلفظ أيضا تنبيه على أنّ هذا التّقسيم للتّذييل مطلقا لا للقسم الثّاني منه فقطّ ، ولو لا قوله : أيضا لتوهّم أنّ هذا التّقسيم للضّرب الثّاني كما توهّم الخلخالي حيث قال قوله : وهو أيضا ، أي الضّرب الثّاني ، وهذا الوهم نشأ له من كون الأمثلة الّتي مثّل بها المصنّف من القسم الثّاني.
(٢) من الضّرب الثّاني ، وإن كانت الأمثلة من الضّرب الثّاني.
(٣) أي لتأكيد منطوق الجملة الأولى ، والمراد بالمنطوق هنا المعنى الّذي نطق بمادّته ، والمراد بالمفهوم هو المعنى الّذي لم ينطق بمادّته وليس المراد بهما هنا ما اصطلح عليه الأصوليّون ، ولذا قال البعض : المراد بتأكيد المنطوق هنا أن تشترك ألفاظ الجملتين في مادّة واحدة مع اختلاف النّسبة فيهما ، بأن تكون إحداهما اسميّة ، والأخرى فعليّة كما في هذه الآية ، والمراد بتأكيد المفهوم هنا أن لا تشترك أطراف الجملتين في مادّة واحدة مع اتحاد صورة الجملتين في الاسميّة والفعليّة ، أوّلا ، وذلك بأن تفيد الجملة الأولى معنى ، ثمّ يعبّر عنه بجملة أخرى مخالفة للأولى في الألفاظ والمفهوم.
(٤) أي كالتّذييل في هذه الآية ، وهي قوله تعالى : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) فإنّ الموضوع في الجملتين واحد ، وهو الباطل ، والمحمول فيهما من مادّة واحدة ، وهو الزّهوق.
(٥) أي فإنّ زهوق منطوق ، أي معنى مطابق في قوله : (وَزَهَقَ الْباطِلُ) ، أو فقل نطق بمادّته فيه ، حيث إنّ الموضوع في الجملتين واحد ، وهو الباطل والمحمول فيهما من مادّة واحدة وهو الزّهوق.
(٦) أي مفهوم الجملة الأولى ، أعني المعنى الالتزامي للجملة الأولى.
(٧) أي كقول النّابغة الذّبياني من قصيدة طويلة يخاطب به النّعمان بن المنذر لست بمستبق أخا لا تلمه على شعث ، أي الرّجال المهذّب.