القطن [أو خارج (١)] عن حقيقة الطّرفين [صفة] أي معنى قائم بهما (٢) ضرورة (٣) اشتراكهما فيه ، وتلك الصّفة [إمّا حقيقيّة] أي هيئة متمكّنة في الذّات متقرّرة (٤) فيها [وهي (٥) إمّا حسيّة (٦)] أي مدركة بإحدى الحواسّ الظّاهرة وهي [كالكيفيّات الجسميّة (٧)] ،
________________________________________
كونهما كتّانا أو من القطن مثال للفصل ، وقوله : هذا القميص مثل ذاك في كونهما ثوبا مثال للجنس ، لأنّ الثّوب مركّب من الجنس ، وهو الثّوبيّة ، ومن الفصل وهو الكتّان ، أو القطن ، أو الحرير ، أو الصّوف ، فالأولى للشّارح أن يقول : كما يقال هذا الثّوب مثل هذا الثّوب في كونهما قميصا ، أو هذا الملبوس مثل هذا الملبوس في كونهما ثوبا ، أو هذا الثّوب مثل هذا الثّوب في كونهما من كتان أو قطن ، فالأوّل مثال للنّوع ، والثّاني للجنس ، والثّالث والرّابع مثال للفصل.
(١) أي أو يكون وجه الشّبه خارجا عن حقيقة المشبّه والمشبّه به.
(٢) أي بالطّرفين ، لأنّ وصف الشّيء ما يقوم به ، ثمّ وجه الشّبه يجب أن يكون وصفا للمشبّه والمشبّه به معا ، وذلك لاشتراط اشتراكهما فيه ، هذا ما أشار إليه بقوله : ضرورة اشتراكهما فيه.
(٣) علّة لقوله : قائم بهما ، أي لاشتراك الطّرفين في المعنى الّذي هو وجه الشّبه بالضّرورة.
(٤) مرادف لقوله : «متمكّنة» جيء به للتّقرير والتّأكيد ، أي هيئة ثابتة في الذّات ، بحيث لا يكون حصولها في الذّات بالقياس إلى غيرها ، واحترز بذلك عن الإضافيّات فإنّها لا توصف بالتّمكّن ولا بالتّقرر ، بل حصولها بالقياس لغيرها ، فهي نسبة بين الشّيئين لا صفة ثابتة متقرّرة على أحدهما ، ومن ذلك لا تكون مستقلّة بالمفهوميّة.
(٥) أي الصّفة الحقيقيّة إما حسيّة أو عقليّة ، فهذا تقسيم للصّفة الحقيقيّة إلى قسمين.
(٦) أي دخل تحت الحسيّة قسمان من المقولات ، وهما الكيف والكمّ ، كما أنّ قوله : «وإمّا إضافيّة» شامل لسبعة أقسام من المقولات ، أي الفعل ، والانفعال ، والوضع ، والملك ، والأين ، ومتى ، والإضافة ، بقي الجوهر ، وهو العاشر منها ، وهو لا يصحّ أن يكون وجه الشّبه ، لما عرفت في الضّابط من أنّه معنى يشترك فيه الطّرفان ، والجوهر بأقسامه الخمسة ذات لا معنى.
(٧) كان على المصنّف أن يقول «كالكيفيّات الجسميّة والكمّ» حتّى لم يقع في اعتراض التّسامح الّذي يشير إليه الشّارح.