أي المختصّة بالجسم (١) [ممّا (٢) يدرك بالبصر] ، وهي (٣) قوّة مرتّبة في العصبتين (٤) المجوّفتين اللتّين تتلاقيان (٥) فتفترقان إلى العينين [من (٦) الألوان والأشكال] والشّكل (٧)
________________________________________
(١) في بعض النّسخ بالأجسام ، فاحترز عن الكيفيّات النّفسانيّة ، فإنّها ليست مدركة بالحسّ ، بل بالعقل.
(٢) بيان للكيفيّات الجسميّة.
(٣) أي البصر في اللّغة حاسّة العين ونفسها ، وفي عرف الحكماء قوّة ... ، فتأنيث الضّمير إنّما هو باعتبار الخبر ، أعني : قوّة مرتّبة.
(٤) أي العرقين محلّهما مقدّم الدّماغ وهو الجبهة.
(٥) وفيه إشارة إلى أنّهما لا تتقاطعان على هيئة الصّليب ، بل يتّصل العصب الأيمن بالأيسر ، ثمّ يذهب الأيمن إلى العين اليمنى ، والأيسر إلى اليسرى ، وقيل : إنّهما متقاطعان تقاطعا صليبيّا كما في القوشجي ، حيث قال : البصر قوّة مودّعة في ملتقى العصبتين المجوّفتين اللتّين تنبتان من غور البطنين المقدّمين من الدّماغ ، عند جوار الزّائدتين الشّبيهتين بحلمتي الثّدي يتيامن النّابت منهما يسارا ، ويتياسر النّابت منهما يمينا حتّى يلتقيان ، ويسير تجويفهما واحدا ، ثمّ ينفذ النّابت يمينا إلى الحدقة اليمنى ، والنّابت يسارا إلى الحدقة اليسرى ، فذلك التّجويف الّذي هو في الملتقى أودع فيه القوّة الباصرة ، ويسمّى بمجمع النّور ، ويتعلّق البصر بالذّات بالضّوء واللّون ، وبواسطتهما بسائر المبصرات كالشّكلّ والمقدار والحركة وغيرها ، انتهى مع تصرّف ما.
(٦) بيان لما يدرك بالبصر ، فيقال عند التّشبيه في اللّون : خدّه كالورد في الحمرة ، وشعر هند كالغراب في السّواد ، ويقال عند التّشبيه في الشّكل رأس فلان كالبطّيخ في الشّكل ، وإنّما ذكر المصنّف الألوان ، ولم يذكر الأضواء مع أنّها من المبصرات بالذّات أيضا عند الفلاسفة ، فكأنّه جعلها من الألوان على ما زعمه بعضهم.
(٧) أي الشّكل هيئة تعرض للضّوء ، أي الجسم الطّبيعي أو السّطح بواسطة إحاطة نهاية واحدة أي سطح واحد ، أو خطّ واحد ، والأوّل كالكرة ، والثّاني كالدّائرة ، فإنّ الكرة عبارة عن هيئة حاصلة من إحاطة سطح واحد بجسم مستدير في داخله نقطة تكون جميع الخطوط