هيئة إحاطة نهاية واحدة أو أكثر (١) بالجسم كالدّائرة (٢) ونصف الدّائرة والمثلّث والمربّع وغير ذلك (٣) ، [والمقادير] جمع مقدار ، وهو كمّ متّصل (٤) قارّ (٥) الذّات
________________________________________
الخارجة منها إليه متساوية ، وذلك السّطح محيطها ، وتلك النّقطة مركزها ، والدّائرة عبارة عن هيئة حاصلة من إحاطة خطّ واحد في سطح مستو يحيط به خطّ مستدير في داخله نقطة تسمّى بالمركز ، وجميع الخطوط الخارجة منها إليه متساوية.
(١) أي هيئة إحاطة أكثر من نهاية واحد ، يعني نهايتين كشكل نصف الدّائرة ، لأنّها قاعدة وهلال ، فهما خطان ، أحدهما مستقيم ، والآخر منحني ، أو ثلاث نهايات كالمثلّث ، أو أربع كالمربّع.
(٢) وظاهر كلام الشّارح أنّ قول الدّائرة مثال لهيئة حاصلة من إحاطة نهاية واحدة بالجسم ، وليس الأمر كذلك لما عرفت من أنّ الدّائرة هيئة حاصلة من إحاطة خطّ واحد بالسّطح لا بالجسم ، وما يحصل من إحاطة نهاية واحدة بالجسم ، وهو الكرة لا الدّائرة.
فالصّحيح أن يقال : والشّكل هيئة إحاطة نهاية واحدة بالجسم كالكرة ، أو بالسّطح كالدّائرة أو أكثر كنصف الدّائرة ، والمثلّث والمربّع وغير ذلك ، إلّا أن يقال إنّه يقدّر كالكرة بقرينة قوله : «بالجسم» ، ويقدّر أيضا بالسّطح قبل قوله : «كالدّائرة» بقرينه قوله : «كالدّائرة» ، فالأصل والشّكل هيئة إحاطة نهاية واحد أو كثر بالجسم كالكرة ، أو بالسّطح كالدّائرة.
وكيف كان فعبارة الشّارح قاصرة عن الدّلالة على المقصود مع أنّ الأصل عدم التّقدير ، ثمّ المثلّث من السّطح ما يحصل من إحاطة ثلاثة خطوط بالسّطح ، والمثلّث من الجسم ما يحصل من إحاطة ثلاثة سطوح بالجسم ، وقس عليه المربّع والمخمّس وغيرهما.
(٣) أي كالمخمّس والمسدّس.
(٤) أي احترز به عن الكمّ المنفصل كالأعداد ، والفرق بينهما أنّ الكمّ المتّصل ما يكون لأجزائه حدّ مشترك تتلاقى تلك الأجزاء عنده بحيث يكون ذلك الحدّ نهاية لأحد الأجزاء ، وبداية للآخر كالنّقطة في الخطّ ، هذا بخلاف الكمّ المنفصل حيث لم يوجد فيه حدّ مشترك.
(٥) احترز به عن الزّمان ، فإنّه غير قارّ الذّات ، والفرق بينهما أنّ قارّ الذّات ما تكون أجزاؤه المفروضة ثابتة في الخارج ، كذراع من الكرباس مثلا ، فإنّ أجزاءه المفروضة من النّقط ثابتة مستقرّة ، ليست بسيّال ، بخلاف غير قارّ الذّات ، كالآن من الزّمان ، فإنّه وإن كان متّصلا