[وأيضا] لوجه الشّبه تقسيم آخر (١) ، وهو أنّه [إمّا واحد ، وإمّا بمنزلة الواحد لكونه مركّبا من متعدّد] تركيبا حقيقيّا ، بأن يكون حقيقة ملتئمة من أمور (٢) مختلفة أو اعتباريّا (٣) بأن يكون هيئة انتزعها العقل من عدّة أمور [وكلّ منهما] أي من الواحد ، وما هو بمنزلته [حسّي (٤)
________________________________________
(١) أي شرع في تقسيم آخر للوجه بعد الفراغ من التّقسيم الأوّل ، ثمّ إنّ الوجه بحسب التّقسيم الأوّل على ستّة أقسام حيث إنّه إمّا غير خارج عن حقيقة الطّرفين ، وإمّا خارج ، والأوّل إمّا نوع أو فصل أو جنس ، والثّاني إمّا حقيقي أو إضافي والحقيقي أمّا حسّي أو عقلي.
وفي هذا التّقسيم ترتقي أقسامه إلى ٢٨ قسما وضبطها ، كما في المفصّل في شرح المطوّل ، أنّ الوجه إمّا واحد ، أو مركّب ، أو متعدّد ، وكلّ من الأوّلين أمّا حسّي أو عقلي ، والأخير إمّا حسّي أو عقلي ، أو مختلف ، فصار المجموع ٧ أقسام ، وكلّ من تلك الأقسام إمّا طرفاه حسّيّان ، أو عقليّان ، أو المشبّه حسّيّ والمشبّه به عقليّ أو بالعكس.
فالحاصل من ضرب ٤ في ٧ هو ٢٨ قسما إلّا أنّه تبقى ١٦ قسما بعد إسقاط ١٢ ـ قسم ، بسبب اشتراط كون طرفيّ الحسّي حسّيين ، إذ يكون وجه الشّبه واحدا حسّيّا تسقط ثلاثة منها ، أي كون الطّرفين عقليّين ، وكون الأوّل عقليّا ، والثّاني حسّيّا وبالعكس ، وبكونه مركّبا حسّيّا تسقط ثلاثة أخر ، وبكونه متعدّدا حسّيّا تسقط ثلاثة أخر ، وبكونه مختلفا تسقط ثلاثة أخر فتبقى ١٦ قسما ، ثمّ المراد بالواحد في قوله : «إمّا واحد» ما يعدّ في العرف واحدا ، وذلك كقولك : خدّه كالورد في الحمرة ، فهذا واحد وإن اشتملت على مطلق اللّونيّة ، ومطلق القبض للبصر.
(٢) والمراد بالجمع ما فوق الواحد ، وذلك كما في تشبيه زيد بعمرو في الإنسانيّة ، فإنّها حقيقة مركّبة تركيبا حقيقيّا ، لأنّ الجزأين ، أعني الحيوان والنّاطق صارا به شيئا واحد في الخارج.
(٣) أي تركيبا اعتباريّا ، أي لا حقيقة في حدّ ذاتها بأن يكون هيئة انتزعها العقل من عدّة أمور ، أي اخترعها العقل من ملاحظة عدّة أمور ، وتلك الأمور بنفسها باقية على حالها ، وما صار مجموعها حقيقة واحدة بخلاف الأمور في التّركيب الحقيقي.
(٤) أي كالألوان مثلا.