[ومن بديع (١) المركّب الحسّيّ ما] أي وجه الشّبه الّذي [يجيء في الهيئات الّتي تقع عليها الحركة] أي يكون وجه الشّبه الهيئة (٢) الّتي تقع عليها الحركة من الاستدارة (٣) والاستقامة وغيرهما (٤) ، ويعتبر فيها (٥) التّركيب [ويكون] ما يجيء في تلك الهيئات [على وجهين (٦) : أحدهما أن يقترن بالحركة غيرها (٧)
________________________________________
(١) أي البديع هو البالغ في الشّرف والبلاغة.
فمعنى العبارة من وجه الشّبه المركّب الحسّي الّذي بلغ الغاسة في الشّرف والبلاغة ، «ما» أي وجه الشّبه الّذي «يجيء في الهيئات الّتي تقع عليها الحركة».
(٢) أي المراد بالهيئة الصّفة الحقيقيّة لا الهيئة المنتزعة ، كما تخيّل بعضهم ، ومعنى وقوع الحركة عليها كون الحركة على تلك الصّفة المخصوصة وموصوفة بها.
كما يدلّنا على ذلك قول الشّارح من الاستدارة والاستقامة وغيرهما ، فإنّ الاستدارة والسّرعة والبطؤ والاتّصال والانقطاع ، وأمثال ذلك من صفات الحركة ، وليس المراد بوقوع الحركة عليها وجود الحركة معها وجود الجزء مع الكلّ كما قيل.
(٣) قوله : «من الاستدارة والاستقامة» بيان للهيئة ، والاستدارة كحركة الدّولاب ، والاستقامة كحركة السّهام ، ولا نشكّ أنّ كلّ واحدة من الاستدارة والاستقامة هيئة ، لأنّ الهيئة والعرض واحد ، وهما من أقسام الأعراض.
(٤) أي كالارتفاع والانخفاض والسّرعة والبطؤ.
(٥) أي يعتبر في الهيئة الّتي تقع عليها الحركة التّركيب ، أي بأن تكون منتزعة من الحركة وأوصاف الجسم كما في الوجه الأوّل ، أو من حركات مختلفة كما في الوجه الثّاني ، كما يعلم ذلك مما يأتي في تقرير الشّارح لكلام المصنّف.
(٦) وحاصل الأوّل منهما أنّ وجه الشّبه هيئة مركّبة من حركة وغيرها ، وحاصل الثّاني أنّه هيئة مركّبة من حركات فقطّ.
(٧) أي هيئة اقتران الحركة بغيرها ، وإنّما قدّرنا هيئة لأجل أن يصحّ الإخبار عن الأحد في قوله : «أحدهما» فإنّ المراد به الهيئة الحاصلة من مقارنة الحركة بغيرها لا نفس الاقتران ، وذلك لأنّ المقسم هو وجه الشّبه الّذي يجيء في الهيئات ، والمراد به الهيئة المنتزعة ، فلا بدّ أن يكون القسمان كذلك ، فالحمل لا يصحّ إلّا بتقدير هيئة.