من عدّة أمور ، لأنّه روعي من الحمار فعل مخصوص ، وهو الحمل ، وإن يكون المحمول أوعية (١) العلوم وإنّ الحمار جاهل (٢) بما فيها ، وكذا في جانب المشبّه (٣). [واعلم أنّه قد ينتزع] وجه الشّبه [من متعدّد فيقع الخطاء (٤) ، لوجوب انتزاعه (٥) من أكثر] من ذلك المتعدّد (٦) ، [كما إذا انتزع] وجه الشّبه [من الشّطر الأوّل (٧) من قوله : كما أبرقت (٨) قوما عطاشا] في الأساس : أبرقت لي فلانة إذا تحسّنت لك (٩) ، وتعرّضت (١٠) ، فالكلام ههنا (١١)
________________________________________
(١) أي ظروف العلوم.
(٢) أي المراد بالجهل عدم الانتفاع ، فإنّ الجهل يستلزم عدم الانتفاع ، فذكر الملزوم وأريد اللّازم على نحو الكناية.
(٣) أي عدم الانتفاع موجود في جانب المشبّه أيضا ، فلا يرد ما يقال من أنّ الّذين حملوا التّوراة كانوا عالمين بها ، فكيف يستقيم قوله : «وكذا في جانب المشبّه» غاية الأمر عدم الانتفاع في جانب المشبّه لأجل عدم عملهم بعلمهم ، ثمّ الآية آية خامسة من سورة الجمعة.
(٤) أي إمّا من المتكلّم حيث لم يأت بما يجب ، واقتصر بما لم يذكر فيه جميع ما ينتزع منه الوجه ، وإمّا من السّامع حيث لم يصل إلى مغزى مراد المتكلّم ، وتخيّل أنّ منشأ انتزاع وجه الشّبه في كلامه هذا المقدار ، والحال أنّه أكثر منه.
(٥) أي وجه الشّبه.
(٦) أي الّذي تخيّل أنّه منشأ الانتزاع.
(٧) أي ممّا اشتمل عليه الشّطر الأوّل.
(٨) أي الكاف للتّشبيه ، وما مصدريّة ، وأبرقت بمعنى ظهرت وتعرّضت ، أي حال هؤلاء القوم المذكورين في الأبيات السّابقة كحال إبراق ، أي ظهور غمامة لقوم عطاش.
(٩) أي إذا تزيّنت لك.
(١٠) أي ظهرت.
(١١) أي قوله فالكلام ههنا ... ، تفريع على كلام الأساس ، أي إذا علمت ذلك ، فالكلام ههنا على حذف الجارّ ، أي اللّام.