الشّجاع ، والشّمس للوجه المتهلّل (١) ، ونحو ذلك ، لظهور أنّ الشّجاعة عارض (٢) للأسد لا داخل في مفهومه ، وكذا (٣) التّهلّل للشّمس. [وأيضا] للاستعارة تقسيم آخر باعتبار الجامع وهو أنّها (٤) [أمّا عامّيّة ، وهي المبتذلة (٥) لظهور الجامع فيها ، نحو : رأيت أسدا يرمي (٦) ، أو خاصّة (٧) وهي الغريبة (٨)] الّتي لا يطّلع عليها إلّا الخاصّة الّذين أوتوا ذهنا ، به ارتفعوا عن طبقة العامّة.
________________________________________________________
الأوّل : بأن يكون الجامع خارجا عن مفهومهما معا.
والثّاني : أن يكون خارجا عن مفهوم المشبّه فقطّ.
والثّالث : أن يكون خارجا عن مفهوم المشبّه به فقطّ.
(١) أي المتلألئ أي المتنوّر ، ففي مختار اللّغة تلألأ السّحاب ببرقه ، وتهلّل وجه الرّجل من فرحه ، أي تلألأ وتنوّر.
(٢) أي الشّجاعة عارض للأسد ، كما أنّه عارض للرّجل الشّجاع ، لأنّ المشبّه ذات الرّجل بالشّجاعة ، والمشبّه به هو الحيوان المقيّد بها أيضا ، والقيد خارج عن المقيّد.
(٣) أي كذا التهلّل للشّمس ، أي للوجه ، فالجامع في المثالين خارج عن الطّرفين.
(٤) أي الاستعارة إمّا عاميّة ، أي يدركها عامّة النّاس ، فإنّهم يفهمون أنّ وجه الشّبه بين الأسد والرّجل الشّجاع هو الشّجاعة ، أي الجرأة ، لأنّه واضح يدركه كلّ أحد لاشتهار الأسد بالجرأة ، فعاميّة نسبة للعامّة ، كما أنّ الخاصّيّة نسبة للخاصّة.
(٥) أي المبتذلة من البذلة ، وهي المهنة ، فكأنّ الاستعارة لمّا بلغت إلى حدّ تستعمله العامّة صارت ممتهنة مبتذلة ، أي معلومة لكلّ أحد.
(٦) أي فإنّ الأسد في المثال المذكور مستعار للرّجل الشّجاع ، والجامع بينهما هو الجرأة أمر واضح يدركه كلّ أحد لاشتهار الأسد بها.
(٧) أي لا يعرفها إلّا الخواصّ من النّاس ، وهم الّذين أوتوا ذهنا صافيا ، به ارتفعوا عن طبقة العامّة.
(٨) أي البعيدة عن العامّة ، قوله : «الّتي لا يطّلع عليها ...» بيان للغريبة ، أي وهي الّتي لا يطّلع عليها إلّا الخاصّة ... فيكون قوله : «الّتي ...» خبرا لمحذوف ، لا أنّه وصف مخصّص.