والمستعار منه التّكبّر ، والجامع الاستعلاء المفرط (١) ، وهما عقليّان (٢)].
[و] الاستعارة [باعتبار اللّفظ] المستعار [قسمان : لأنّه] أي للفظ المستعار (٣) [إن كان اسم جنس (٤)] حقيقة أو تأويلا.
________________________________________________________
الجارية على وجه الماء ، فشبّه كثرة الماء بالتّكبّر المعبّر عنه بالطّغيان ، واستعير اسم المشبّه به وهو الطّغيان لكثرة الماء ، واشتقّ منه طغى بمعنى كثر.
(٦) أي لأنّ كثرة الماء مرجعهما إلى وجود أجزاء كثيرة للماء ، ولا شكّ أنّ أجزاء كثيرة للماء باعتبار كونها من الأجرام والأجسام حسّيّة.
(١) أي الزّائد على الحدّ لعظمه.
(٢) أي أمّا عقليّة التّكبّر فظاهرة من تفسيره المتقدّم ، وأمّا عقليّة الاستعلاء فقيل : إنّ المراد به طلب العلوّ ، وهو عقليّ.
(٣) أي المراد باللّفظ المستعار هو المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة ، فقد يكون الاستعمال أصليّا ، وقد يكون تبعيّا باعتبار اللّفظ المستعار.
(٤) أي وهو ما دلّ على نفس الذّات الصّالحة لأن تصدق على كثيرين من غير اعتبار وصف من الأوصاف في الدّلالة ، فيكون كلّيّا سواء كان عينا كأسد أو معنى كالضّرب والقتل ، فخرج الأعلام والمضمرات وأسماء الإشارة وباقي المبهمات ، فإنّها كلّها جزئيّات لا تجري الاستعارة فيها من غير اعتبار وصف من الأوصاف ، وبقوله : (بغير اعتبار وصف من الأوصاف) ، كما في المطوّل ، خرج مثل ضارب وقاتل ، فلا يكون اسم جنس من المشتقّات ، لأنّها إنّما وضعت باعتبار الأوصاف بخلاف لفظ أسد ونحوه ، فإنّه دالّ على الذّات والماهية من غير اعتبار وصف من أوصافه ، لأنّه وضع للحيوان المفترس من حيث هو ، لا باعتبار كونه شجاعا وذا جرأة ، حتّى لو وجد أسد غير شجاع صدق عليه اسم الأسد.