فصار حكم اللّام (١) حكم الأسد حيث استعيرت لما يشبه العلّيّة ، وصار متعلّق معنى اللّام هو (٢) العلّيّة والعرضيّة لا المجرور (٣) على ما ذكره المصنّف سهوا ، وفي هذا المقام زيادة تحقيق أوردناها في الشّرح (٤). ـ [ومدار قرينتها (٥)] أي قرينة الاستعارة التّبعيّة [في الأوّلين (٦)] ، أي في الفعل وما اشتقّ منه [على الفاعل نحو : نطقت الحال] بكذا ، فإنّ النّطق الحقيقي لا يسند (٣) إلى الحال [أو المفعول (٤) نحو :]
جمع الحقّ لنا في إمام |
|
[قتل البخل وأحيى السّماحا (٥)] |
________________________________________________________
(١) أي بواسطة استعارتها صار حكمها حكم الأسد ، أي كما استعير الأسد للرّجل الشّجاع ، استعيرت اللّام لما يشبه العلّيّة ، أعني ترتّب الحزن والعداوة.
(٢) أي معنى اللّام العلّيّة والغرضيّة المطلقة الّتي تدعو الفاعل إلى الفعل.
(٣) أي العداوة والحزن على ما زعمه المصنّف ، والحاصل أنّه شبّه التّرتّب بالتّرتّب كالعلّيّة والغرضيّة ، لا المترتّب بالمترتّب ، كالعداوة والحزن.
(٤) أي المطوّل.
(٥) أي علامتها ودليلها ، ومدار الشّيء ما يوجد الشّي لوجوده ويعدم عند عدمه ، والمراد بدوران القرينة على الفاعل ، هو رجوع القرينة إلى كونها نفس الفاعل ، لا كون الإسناد الحقيقي غير صحيح ، كما في المثال المذكور.
(٦) أي وإنّما قال في الأوّلين ، لأنّ قرينة التّبعيّة في الحروف غير مضبوطة.
(٧) أي لاستحالة وقوع النّطق من الحال ، فإسناد النّطق إلى الحال قرينة على أنّ المراد بالنّطق هو الدّلالة الشّبيهة بالنّطق في إفهام المراد.
(٨) أي المتبادر من المفعول هو المفعول به ، بأن يكون لتسلّط الفعل أو ما يشتقّ منه على المفعول غير صحيح ، فيدلّ ذلك على أنّ المراد بمعناهما ما يناسب ذلك المفعول.
(٩) أي هذا البيت لابن المعتزّ من قصيدة له في مدح أبيه قوله : «السّماحا» بالفتح والكسر بمعنى الجود والكرم ، والقتل بمعنى الإزالة ، والإحياء بمعنى الإظهار ، ثمّ شبّه إزالة البخل بالقتل في الإعدام ، وكثرة السّماحة بالإحياء في الإظهار ، ثمّ استعير القتل للإزالة ، والإحياء للإظهار ، وقال : قتل البخل ، أي أزاله وأحيى السّماح ، أي أظهره ، والقرينة فيهما نسبة القتل