أو تقترن (١) بما يلائم المستعار له ، أو تقترن (٢) بما يلائم المستعار منه.
الأوّل : [مطلقة (٣) ، وهي ما لم تقترن بصفة (٤) ولا تفريع] أي تفريع كلام ممّا يلائم (٥) المستعار له والمستعار منه ، نحو : عندي أسد (٦) [والمراد] بالصّفة [المعنويّة] الّتي هي معنى قائم بالغير [لا النّعت] النّحوي الّذي هو أحد التّوابع.
[و] الثّاني : [مجرّدة ، وهي ما قرن بما يلائم المستعار له كقوله : غمر الرّداء] أي كثير العطاء ، استعار الرّداء للعطاء لأنّه يصون عرض صاحبه (٧) كما يصون الرّداء ما يلقى عليه ، ثمّ وصفه بالعمر (٨) الّذي يناسب العطاء ،
________________________________________________________
(١) أي أو قرنت الاستعارة بما يلائم المستعار له ، هذا هو القسم الثّاني.
(٢) أي أو قرنت بما يلائم المستعار منه ، هذا هو القسم الثّالث.
(٣) أي إنّما سمّيت مطلقة لكونها غير مقيّدة بشيء ممّا يلائم المستعار له والمستعار منه.
(٤) أي وهي ما لم تقترن بصفة تلائم ، أي تناسب أحد الطّرفين «ولا تفريع» ، أي تفريع كلام يلائم أحد الطّرفين.
(٥) أي قوله :
«ممّا» بيان للصّفة والتّفريع ، والفرق بينهما أنّ الملائم إن كان من بقيّة الكلام الّذي فيه الاستعارة فهو صفة ، وإن كان كلاما مستقلا جيء به بعد ذلك الكلام الّذي فيه الاستعارة ، لكن كان الكلام الثّاني مبنيّا على الكلام الأوّل فتفريع ، مثلا إن جعلت (يرمي) في قولنا : رأيت أسدا يرمي ، قيدا للأسد للمدح ونحوه ، فيكون من بقيّة الكلام ، فهو صفة وإن جعلته جملة مستقلّة مستانفة ، أعني جواب سؤال مقدّر ، كأنّه قيل : أيّ شيء كان يفعل ذلك الأسد؟ فقيل في الجواب : يرمي ، فيكون تفريعا ، فظهر ممّا بيّنا أنّ الكلام الثّاني إن كان مستقلا فهو تفريع سواء كان بحرف تفريع أعني الفاء ، أو بدونه.
(٦) هذا مثال للاستعارة الّتي لم تقترن بشيء من الملائم ، وعندي قرينة للمجازيّة والاستعارة ، ووجهه ظاهر إذ لا يعقل عادة أن يكون عند المتكلّم الأسد الحقيقي.
(٧) أي يصون عمّا يوجب مذمّته وتعييبه ، وكلّ ما يكره عقلا.
(٨) أي الكثرة الّذي يناسب ويلائم العطاء الّذي هو المستعار له فإنّه يقال عطاء كثير أو قليل.