[أو تزيينه (١)] مرفوع عطفا (٢) على بيان إمكانه ، أي تزيين المشبّه في (٣)
________________________________________________________
متعلّق بقوله : «أجدر» ، والباء فيه للسّببيّة ، والمعنى حينئذ فالتّشبيه به أولى من التّشبيه بالخالي من الأتميّة والأشهريّة بسبب إفادته زيادة التّقرير أي التّقرير الزّائد في نفسه والتقوية ، وحينئذ فتقرير الحال مقتض للأمرين.
وحاصله إنّ المراد من تقرير حال المشبّه تمكّن ذلك الحال في نفس السّامع بحيث تطمئنّ إليه ، ولا يمكن لها مدافعة فيه بالوهم لغرض من الأغراض ، كالتّفسير عن السّعي بلا فائدة ، فإنّ صاحبه ربّما يدافع بوهمه عدم حصول الفائدة بتوهّم الحصول ، فإذا ألحق سعيه بالرّقم على الماء الّذي لا يمكن مدافعة عدم حصول الفائدة فيه بالوهم لقوّته فيه وظهوره ، تحقّق هذا عند النّفس في السّعي أيضا ، فتحصل نفرته عن ذلك السّعي ، فكلّما كان الوجه في المشبّه به أقوى وأظهر يكون حصول التّقرير والتّنفير بسبب التّشبيه أسهل.
فتحصّل من جميع ما ذكره الشّارح أنّ كلا من الأغراض الأربعة لا يقتضي الأتميّة والأشهريّة معا ، بل إنّما يقتضيهما كذلك أحدها ، وهو كون الغرض تقرير حال المشبّه في الذّهن ، وأمّا الباقي فيقتضي الأشهريّة لا الأتميّة ، وظاهر كلام المصنّف أنّ الأغراض الأربعة تقتضيهما معا.
ويمكن الجواب عن ذلك بأنّ مراد المصنّف أنّ مجموع الأغراض الأربعة يقتضي الأمرين على نحو التّوزيع ، وليس المراد أنّ كلّ واحد منها يقتضي الأتميّة والأشهريّة معا ، حتّى يرد عليه الاعتراض المذكور ، وكأنّ الشّارح كان ملتفتا إلى هذا المعنى ، حيث عبّر بأنّ ظاهر عبارته ذلك ، وهو يشعر بأنّ مقصوده الأصلي هو التّوزيع.
(١) أي جعل المتكلّم المشبّه ذا زينة للسّامع بأنّ يصوّره له بما يزيّنه ، فكان ذلك داعيا للرّغبة فيه.
(٢) أي «مرفوع» معطوف على «بيان إمكانه» ، وليس مجرورا معطوفا على نفس إمكانه ، لأنّ الغرض من تشبيه وجه أسود بمقلة الظّبي ـ مثلا ـ جعل المتكلّم الوجه الأسود ذا زينة عند المخاطب ، لا بيان جعله ذا زينة له.
(٣) وكان الأولى أن يقول عند السّامع بدل «في عين السّامع» ، لأجل أن يشمل تشبيه صوت بصوت داود ، وتشبيه جلد ناعم بالحرير ، وتشبيه طعم البطّيخ بالعسل.