واللّيل في الرّبيع مائل إلى القصر (١) ، وفي هذا المعنى (٢) من الغرابة والملاحة بحيث لا يخفى.
المجاز المركب
[وأمّا] المجاز [المركّب (١) فهو اللّفظ المستعمل فيما (٢) شبّه بمعناه الأصلي] أي بالمعنى الّذي يدلّ عليه ذلك اللّفظ بالمطابقة (٣)
________________________________________________________
(١) أي من المعلوّم أنّ المائل إلى القصر في الرّبيع هو اللّيل الحقيقي ، والّذي لا يتعجّب من قصر ليله هو الرّبيع ، فلمّا حصل تناسي التّشبيه ، وادّعى أنّ الذّوائب نفس اللّيل الحقيقي ، وأنّ وجه المحبوب نفس الرّبيع الحقيقي نهى عن التّعجّب من قصر الذّوائب الّتي هي اللّيل الحقيقي الكائن في زمان الرّبيع ، فقد بنى على الفرع ما يناسبه مع ـ الاعتراف بالأصل والتّصريح بالأداة.
(٢) أي اسم الإشارة مبتدأ ، وقوله : «بحيث ...» خبر ، أي في هذا المعنى ، أي تشبيه ذوائب المحبوب باللّيل في السّواد ، وتشبيه وجهه بالرّبيع في النّظافة بحيث لا يخفى ما فيه من الغرابة والملاحة لما بين الرّبيع وليله من المناسبة ، وما بين الوجه والذّوائب من الملاحة ، والحاصل إنّ هذا المعنى غريب ومليح لا خفاء فيه جدا.
(٣) أي لمّا فرغ المصنّف من المجاز المفرد شرع في المجاز المركّب ، وهو المسمّى بالتّمثيل ، ورسمه المصنّف بأنّه اللّفظ المركّب المستعمل ، فأخرج المهمل واللّفظ قبل الاستعمال ، فقوله : «وأمّا المركّب» عطف على قوله : «وأمّا المفرد» من قوله سابقا : والمجاز إمّا مفرد أو مركّب ، أمّا المفرد فهو الكلمة ... وأمّا المركّب فهو اللّفظ ...
(٤) أي في معنى ، شبّه ذلك المعنى بمعنى اللّفظ الأصلي ، أي من حيث إنّه شبّه بمعناه الأصلي ، فخرج المجاز المرسل الّذي ليس معناه مشبّها بمعناه الأصلي قبل الاستعمال لعدم وجود الشّبه بين المعينين.
(٥) أي بالوضع ، وهذا بيان لما هو المراد بمعنى اللّفظ الأصلي ، ثمّ قوله : «بالمطابقة» يقتضي أنّ دلالة اللّفظ على المعنى المجازي ليست بالمطابقة ، وهو خلاف ما صرّح به الشّارح في غير هذا الشّرح ، وأجيب بأنّ مراد الشّارح بالمطابقة المطابقة الّتي لا يحتاج معها إلى توسّط قرينة وهذا إنّما يكون في الحقيقة.