الكناية
في اللّغة مصدر كنيت بكذا (١) ، أو كنوت إذا تركت التّصريح به (٢) ، وفي الاصطلاح [لفظ (٣) أريد به لازم معناه مع جواز إرادته معه (٤)] ، أي إرادة ذلك المعنى مع لازمه ، كلفظة طويل النّجاد ، المراد به (٥) طول القامة مع جواز أن يراد حقيقة طول النّجاد أيضا.
________________________________________________________
الأخ عن ذلك الأخ المفروض ، وإلّا لزم وجود الملزوم وهو الأخ المفروض بدون لازمه ، وهو ثبوت أخ له.
فظهر أنّ قولنا :
ليس لأخي زيد أخ ، نفي للملزوم ، وهو أخو زيد بنفي لازمه وهو أخو أخيه ، لأنّ نفي الملزوم لازم لنفي لازمه ، فقد أريد باللّفظ لازم معناه ، وهو معنى الكناية فصدق عليه حدّ الكناية أعني ذكر الملزوم وإرادة اللّازم والملزوم في المثال المذكور ، هو أخو زيد ، ولازمه هو أخو أخيه.
(١) أي بكثير الرّماد عن كذا ، أي عن الجود مثلا.
(٢) أي تركت التّصريح بالجود مثلا ، ثمّ «كنيت» إشارة إلى كونه ناقصا يائيّا ، كرمى يرمي ، و «كنوت» إشارة إلى كون الفعل ناقصا واويّا ، ك (دعا يدعو) هذا ، ولكن قولهم في المصدر كناية بالياء ، دون كناوة بالواو يؤيّد الاحتمال الأوّل.
(٣) أي من هذا التّعريف يستفاد أنّ الكناية عند المصنّف ذكر الملزوم وإرادة اللّازم حقيقة أو ادّعاء ف «بالإرادة» خرج لفظ السّاهي والسّكران والنّائم ، وخرج بقول «لازم معناه» الحقيقة الصّرفة ، ثمّ المراد باللزّوم في هذا الفنّ هو التّعلّق والارتباط ، لا اللزّوم المنطقي والعقليّ بمعنى عدم الانفكاك.
(٤) أي إشارة إلى أنّ إرادة اللّازم أصل ، واردة الملزوم تبعيّة ، وقيل : إنّ الكناية مستعملة في المعنى الحقيقي لينقل منه إلى لازمه.
(٥) أي بلفظ طويل النّجاد لازم معناه ، أعني طول القامة مع جواز إرادة طول النّجاد ، أي حمائل السّيف أيضا.