[متى أريد ظهور منير في مظلم أكثر منه] أي من ذلك المنير (١) من غير قصد (٢) إلى المبالغة في وصف غرّة الفرس بالضّياء والانبساط وفرط التّلألؤ (٣) ونحو ذلك (٤) إذ لو قصد ذلك (٥) لوجب جعل الغرّة مشبّها والصّبح مشبّها به
أقسامه
[وهو (٦)] أي التّشبيه [باعتبار الطّرفين] المشبّه والمشبّه به أربعة أقسام (٧)
________________________________________________________
(١) أي المراد بالمنير في المثال الغرّة وبياض الصّبح ، ومن المظلم اللّيل والفرس ، والحاصل أنّه متى قصد إفادة أنّ وجه الشّبه ما ذكر جاز أن تشبّه الغرّة بالصّبح ، والصّبح بالغرّة لحصول المقصود بكلّ من التّشبيهين.
(٢) أي من غير قصد المتكلّم إلى المبالغة ...
(٣) أي زيادة اللّمعان.
(٤) أي نحو المبالغة في وصف الفرس بما ذكر.
(٥) أي لو قصد تشبيه غرّة الفرس بالصّبح ، لأجل المبالغة في الضّياء والتّلألؤ لا لأجل إفادة ظهور منير في مظلم ، فإنّه لا يكون حينئذ من باب التّشابه ، وحينئذ فيتعيّن جعل الغرّة مشبّها والصّبح مشبّها به ، ولا يصحّ العكس فيه إلّا لغرض يعود إلى المشبّه به ، من إيهام كونه أتمّ من المشبّه على ما عرفت.
(٦) أي لمّا فرغ المصنّف من الكلام على أركان التّشبيه ، والغرض منه ، شرع في الكلام على تقسيم التّشبيه ، وهو إمّا باعتبار الطّرفين ، أو باعتبار الوجه ، أو باعتبار الأداة ، أو باعتبار الغرض ، ويأتي هذا التّرتيب في كلام المصنّف فانتظر.
(٧) لا يخفى أنّ أقسام التّشبيه باعتبار الطّرفين في الحقيقة أكثر من الأربعة ، بل هي تسعة أقسام حاصلة من ضرب ثلاثة في ثلاثة ، لأنّ الطّرفين إمّا مفردان أو مقيّدان أو مركّبان ، أو المشبّه مفرد والمشبّه به مقيّدا ، أو بالعكس ، أو المشبّه مفرد والمشبّه به مركّب ، أو بالعكس ، أو المشبّه مقيّد ، والمشبّه به مركّب ، أو بالعكس ، ولكنّ المصنّف لم يعتبر التّقييد في عرض الأفراد تقليلا للأقسام ، فجعل الأقسام أربعة ، وإنّما لم يتعرّض هنا حديث الحسّيّة والعقليّة ، لأنّه قد تكلّم حولها مفصّلا عند البحث عن الطّرفين ، فاعتمد عليه هنا ، هذا بخلاف حديث الأفراد والتّركيب ، فإنّه لم يسبق منه التّكلّم حوله إلّا ضمنا عند البحث عن وجه الشّبه المركّب الحسّي ، فلهذا تعرّض له هنا.