ويفرق بين جهتي الإدخال (١) ، كقوله (٢) :
فوجهك كالنّار في ضوئها |
|
وقلبي كالنّار في حرّها (٣)] |
أدخل قلبه ووجه الحبيب في كونهما كالنّار ، ثمّ فرّق بينهما بأنّ وجه الشّبه في الوجه الضّوء واللّمعان ، وفي القلب الحرارة والاحتراق.
[ومنه] أي ومن المعنوي ، [الجمع مع التّقسيم وهو جمع متعدّد تحت حكم ، ثمّ تقسيمه أو العكس] أي تقسيم متعدّد ثمّ جمعه تحت حكم ، [فالأوّل] أي الجمع ثمّ التّقسيم [كقوله (٤) : حتّى أقام] أي الممدوح ، ولتضمين الإقامة معنى التّسليط عدّاها (٥) بعلى ، فقال (٦) : [على أرباض] جمع ربض وهو ما حول المدينة (٧) [خرشنة] (٨) وهي بلدة من بلاد الرّوم [تشقى (٩) به الرّوم والصّلبان] جمع صليب
________________________________________________________
(١) كالضّوء والحرّ في البيت الآتي.
(٢) أي قول الوطواط.
(٣) والشّاهد في أنّه «أدخل قلبه ووجه الحبيب في كونهما كالنّار ثمّ فرّق بينهما بأنّ إدخال الوجه فيه» أي في كونهما كالنّار «من جهة الضّوء واللّمعان وإدخال القلب من جهة الحرّ والاحتراق» ، الغرض من عطف اللّمعان والاحتراق بيان أنّ المراد بالضّوء والحرّ ما كان لنفسها لا لغيرها.
(٤) أي قول أبي الطّيب في مدح سيف الدّولة لمّا غزا بلاد الرّوم ولم يفتح لكنّه سبي وقتل منهم خلقا كثيرا ، فقال أبو الطّيب في مقطع من قصيدته «حتّى أقام» الممدوح وهو سيف الدّولة بن حمدان الهمداني.
(٥) أي الإقامة «بعلى» الدّالّ على الاستعلاء والسّلطة.
(٦) أي فقال : مشيرا إلى التّضمين.
(٧) وهي مرادف للسّور.
(٨) بفتح الخاء وسكون الرّاء وفتح الشّين والنّون هي بلدة من بلاد الرّوم.
(٩) حال من فاعل «أقام» ، والمراد من شقائهم به قتلهم على يديه وسبي أزواجهم ونهب أموالهم وحرق زراعتهم.