بلوغه (١) في الشّدة أو الضّعف حدّا مستحيلا (٢) أو مستبعدا (٣)] وإنّما يدّعى ذلك [لئلّا يظنّ أنّه] أي ذلك الوصف [غير متناه (٤) فيه] أي في الشّدّة والضّعف ، وتذكير الضّمير وإفراده باعتبار عوده إلى أحد الأمرين (٥).
[وتنحصر] المبالغة [في (٦) التّبليغ والإغراق والغلوّ] لا بمجرّد الاستقراء ، بل بالدّليل القطعي ، وذلك [لأنّ المدّعى (٧) إن كان ممكنا عقلا وعادة فتبليغ (٨).
كقوله (٩) : فعادى] يعني الفرس [عداء (١٠)] هو الموالاة بين الصّيدين يصرع أحدهما على أثر الآخر في طلق واحد (١١) [بين ثور] يعني الذّكر من بقر الوحش [ونعجة] يعني الأنثى منها
________________________________________________________
(١) نائب فاعل «يدّعى» أي أنّه بلغ في الشّدة أو الضّعف «في» بمعنى من ، أي بلغ ووصل من مراتب الشّدّة أو الضّعف «حدّا» أي طرفا ومكانا مستحيلا أو مكانا مستبعدا يقرب من المحال ، والأمثلة المذكورة كلّها للشّدّة ، ولم يمثّل للضّعف.
(٢) أي عقلا وعادة كما في الغلوّ ، أو عادة لا عقلا في الإغراق.
(٣) أي بأن كان ممكنا عقلا وعادة إلّا أنه مستبعد كما في التّبليغ.
(٤) أي غير بالغ إلى النهاية في الشّدّة أو الضّعف.
(٥) وهما الشّدّة والضّعف فكأنّه قال : لئلّا يظنّ أنّه غير متناه في أحد الأمرين أعني الشّدّة والضّعف.
(٦) أي في ثلاثة أقسام وهي «التّبليغ والإغراق والغلو».
(٧) أي المدّعى الّذي بولغ فيه «إن كان ممكنا ...».
(٨) أي ما يسمّى تبليغا مأخوذ من قولهم : بلغ الفارس إذا مدّ يده بالعنان ليزداد الفرس في الجري.
(٩) أي قول امرؤ القيس يصف فرسا له (بأنّه لا يعرق وإن أكثر العدو) والجري «فعادى» ذلك الفرس.
(١٠) بكسر العين (الموالاة بين الصّيدين).
(١١) أي في شوط واحد.