[أعدادها] ، وبه يخرج نحو السّاق والمساق ، [و] في [هيئاتها] ، وبه يخرج نحو البرد والبرد ، فإنّ هيئة الكلمة هي كيفيّة حاصلة لها باعتبار الحركات والسّكنات (١) فنحو ضرب وقتل ، على هيئة واحدة مع اختلاف الحروف ، بخلاف ضرب وضرب ، مبنيّين للفاعل والمفعول ، فإنّهما على هيئتين مع اتّحاد الحروف. [و] في [ترتيبها] أي تقديم بعض الحروف على بعض وتأخيره عنه (٢) ، وبه (٣) يخرج نحو : الفتح والحتف ، [فإن كانا] أي اللّفظان متّفقان في جميع ما ذكر [من نوع] واحد من أنواع الكلمة [كاسمين] أو فعلين أو حرفين [يسمّى مماثلا] جريا على اصطلاح المتكلّمين ، من أن التّماثل هو الاتّحاد في النّوع ، [نحو : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ)(١)] أي القيامة (يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ) (٤)] من ساعات الأيّام ،
________________________________________________________
(١) الأولى بل الواجب أن يقول : فإنّ هيئة الحروف كيفيّة حاصلة لها باعتبار حركاتها وسكناتها ، وتقديم بعضها على بعض ، ولا يعتبر في هيئة الحروف حركة الحرف الأخير ، ولا سكونه ، لأنّ الحرف الأخير عرضة للتّغيّر ، إذ هو محلّ الإعراب والوقف ، فلا يشترط اتّفاق الكلمتين في هيئة الحرف الأخير.
(٢) وبعبارة أخرى يكون المقدّم والمؤخّر في أحد اللّفظين هو المقدّم والمؤخّر في الآخر.
(٣) أي باشتراط اتّفاق اللّفظين في التّرتيب «يخرج نحو الفتح والحتف» ، وذلك واضح ، ولا يحتاج إلى البيان ، فقد ظهر من جميع ما تقدّم أنّ الجناس التّام يشترط فيه شروط أربعة : وهي الاتّفاق في أنواع الحروف ، والاتّفاق في أعدادها ، والاتّفاق في هيئتها ، والاتّفاق في ترتيبها.
وجه الحسن في هذا القسم ، أعني التّام حسن الإفادة ، مع أنّ صورته صورة الإعادة ، وظاهر الإعادة أنّها تكرار ، وقد تقدّم في أوّل الكتاب أنّ التّكرار مخلّ بالفصاحة ، والمقام ليس منه إلّا في الصّورة ، فحسن لما فيه من حسن الإفادة.
(٤) في الدّنيا «غير ساعة» ، أي وقتا يسيرا «من ساعات الأيّام» الدّنيويّة ، والسّاعة اصطلاحا : هي جزء من أربعة وعشرين جزء يتجّزأ بها زمان اللّيل والنّهار ، فيكون للّيل منها اثنى عشر ، وللنّهار مثلها عددا ، وتختلف كلّ منهما طولا وقصرا ، باعتبار طول كلّ من اللّيل والنّهار وقصره ، فيدخل في الطّول ساعات أحدهما ما خرج من ساعات الآخر ، وهو إيلاج أحدهما
__________________
(١) سورة الرّوم : ٥٥.