أي يمدّون سواعد من أيد (١) عواص ، جمع عاصية (٢) من عصاه ، ضربه بالعصا ، وعواصم من عصمه حفظه وحماه. ـ
وتمامه : تصول (٣) بأسياف قواض (٤) قواضب (٥) ، أي يمدّون أيديا ضاربات للأعداء حاميات للأولياء صائلات على الأقران بسيوف حاكمة بالقتل قاطعة.
[وربّما سمّي] هذا القسم الّذي تكون الزّيادة فيه في الآخر [مطّرفا (٦).
________________________________________________________
(١) أي كائنة من أيد ، فمن للتّبعيض ، فكأنّه قيل : يمدّون السّواعد الّتي على بعض الإيد.
(٢) مأخوذ من عصاه ، وهو في الأصل بمعنى «ضربه بالعصا» ، والمراد هنا ضربه بالسّيف ، وقيل مأخوذ من العصيان ، وهو خلاف الطّاعة ، فالمعنى أنّ تلك الأيدي عاصية للأعداء ، والمراد توصيف تلك الأيدي بالشّدّة والقوّة ، لأنّها لقوّتها عاصية لا تطيع من أراد منعها من البطش على الأعداء.
وأمّا للأصدقاء فهي «عواصم» مأخوذ من «عصمه» بمعنى «حفظه وحماه» ، فحاصل المعنى أنّ الممدوحين يمدّون للضّرب يوم الحرب ، أي ضاربات للأعداء ، وحاميات للأولياء.
والشّاهد : في زيادة حرف في الآخر ، أعني «عواصم».
(٣) «تصول» من الصّولة ، بمعنى الشّجاعة والهجوم على الأعداء.
(٤) جمع قاضية مأخوذ (من قضا عليه) ، أي حكم عليه ، يعني أنّ تلك الأيدي حاكمات على الأعداء بالهلاك والدّمار.
(٥) جمع قاضبة مأخوذ (من قضبة) ، أي قطعة ، يعني أنّ تلك الأيدي قاطعة لرقاب الأعداء ، والشّاهد في زيادة الباء في آخر قواضب.
(٦) أي سمّي هذا القسم مطرفا أيضا ، كما سمّي ناقصا ، وإنّما يسمّى بذلك لتطرّف الزّيادة فيه ، أي لكونها في الطّرف ، أي في الآخر.
ووجه حسنه أنّه يوهم قبل ورود آخر الكلمة ، كالميم من عواصم ، أو الباء من قواضب ، أنّها أي الكلمة أي عواص وقواض ، هي نفس الكلمة الّتي مضت ، وإنّما أتى بها تأكيدا لفظيّا للأولى ، حتّى إذا تمكّن آخرها ، أي الميم من عواصم ، والباء من قواضب ، في نفسك ووعاء سمعك ، انصرف عنك ذلك التّوهم ، فتعرف أنّها ليست تأكيدا للأولى ، بل هي كلمة أخرى أتى بها لمعنى آخر ، وحصل لك فائدة بعد اليأس من تلك الفائدة ، فهي كنعمة غير مرتقبة.