وإمّا بأكثر] من حرف واحد (١) وهو عطف على قوله : إمّا بحرف ، ولم يذكر من هذا الضّرب إلّا ما تكون الزّيادة في الآخر ، [كقولها (٢)] أي الخنساء ، [إنّ البكاء هو الشّفاء من الجوى] أي حرقة القلب [بين الجوانح] بزيادة النّون والحاء. ـ
[وربّما سمّي هذا] النّوع [مذيلا (٣) ، وإن اختلفا] ، أي لفظا المتجانسين [في أنواعها] ، أي أنواع الحروف [فيشترط أن لا يقع] الاختلاف [بأكثر من حرف] واحد ، وإلّا لبعد بينهما التّشابه (٤) ولم يبق التّجانس ، كلفظي نصر ونكل.
[ثمّ الحرفان] اللّذان وقع بينهما الاختلاف [إن كانا متقاربين] في المخرج (٥) [سمّي] الجناس [مضارعا ، وهو] ثلاثة أضرب : لأنّ الحرف الأجنبي (٦) [أمّا في الأوّل (٧)
________________________________________________________
(١) قوله : «وإمّا بأكثر» عطف على قوله : «إمّا بحرف واحد».
(٢) أي قول الشّاعرة ، وهي الخنساء أخت صخر في ردّ كلام من لامها على البكاء عليه ، «إن البكاء هو الشّفاء* من الجوى» ، وهو حرقة القلب الكائن «بين الجوانح» ، جمع جانحة ، وهي ضلع الصّدر.
والشّاهد :
أنّ الجوانح زيد فيه ما يماثل الجوى منه النّون والحاء ، وإذا أسقطت النّون والحاء صار الباقي مساويا للجوى ، فكان من التّجنيس النّاقص.
(٣) لأنّ الزّيادة كانت في آخره كالّذيل.
(٤) فيخرجان عن التّجانس «كلفظي نصر ونكل» فيما كان الحرف المشترك فيه في الأوّل.
(٥) بأن كان حلقيين أو شفويين ، أو من الثّنايا العليا ، فالمراد من التّقارب الاتّحاد في المخرج.
(٦) أي المخالف لمقابله.
(٧) أي في أول اللّفظين.