المذاهب ، وليست عبارة عن تواطؤ الكلمتين من أواخر الأبيات على حرف واحد. فالحاصل إنّ السّجع قد يطلق على الكلمة الأخيرة من الفقرة باعتبار توافقها الكلمة الأخيرة من الفقرة الأخرى ، وقد يطلق على نفس توافقها ، ومرجع المعنيين واحد (١). [وهو] أي السّجع [ثلاثة أضرب : مطرف (٢) إن اختلفتا] أي الفاصلتان [في الوزن نحو : (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً)(١)] فإنّ الوقار والأطوار مختلفان وزنا (٣) ، [وإلّا] أي وإن لم يختلفا في الوزن [فإن كان ما في إحدى القرينتين (٤)] من الألفاظ [أو] كان [أكثره] أي أكثر ما في إحدى القرينتين [مثل ما يقابله من] القرينة [الأخرى (٥) في الوزن (٦) والتّقفية] أي التّوافق على الحرف الأخير [فترصيع (٧)
________________________________________________________
المعنى المصدري وهو التّواطؤ ، ذكره السّكّاكي بلفظ الجمع حيث قال : «إنّها» ، أي الأسجاع في النّثر كالقوافي في الشّعر.
والسّجع لا يجمع إلّا إذا كان بمعنى اللّفظ ، ولو أراد المصدر لعبّر بالإفراد ، لأنّ المصدر لا يجمع فتعيّنت إرادة اللّفظ من السّجع ، وهذا دليل على أنّ السّجع عند السّكّاكي بمعنى اللّفظ لا بمعنى المصدر.
(١) أي وهو التّوافق المذكور ، فإنّ المعنى الثّاني نفس التّوافق ، والأوّل الكلمة من حيث التّوافق فهو المسمّى في الحقيقة.
(٢) أي الأوّل منها يسمّى المطرف إن اختلفت الفاصلتان في الوزن العروضي مع الاتّفاق في التّقفية إلى الحرف الأخير. نحو قوله تعالى حكاية عن نوح عليهالسلام : (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً).
(٣) فإنّ ثاني «وقارا» متحرّك ، وثاني «أطوارا» ساكن.
(٤) أي الفقرتين ، سمّيت بذلك لأنّها تقارن الأخرى.
(٥) أي مثل ما يقابله من الألفاظ الكائنة في القرينة الأخرى ، يعني ما عدا الفاصلتين ، لأنّ الموضوع حصول الموازنة في الفاصلتين ، فلا معنى لإدراجه في هذا الاشتراط.
(٦) متعلّق ب «مثل» لأنّه في معنى مماثل.
(٧) أي فالسّجع الكائن على هذه الصّفة يسمّى ترصيعا ، تشبيهيا له بجعل إحدى
__________________
(١) سورة نوح : ١٣ و١٤.