ههنا المال القليل [وأورى] أي صار ذا ورى [به زندي (١)] فأمّا أوري بضم الهمزة وكسر الرّاء ـ على أنه متكلّم المضارع من ـ أوريت الزّند أخرجت ناره ـ فتصحيف (٢) ، ومع ذلك يأباه الطّبع (٣). [
ومن السّجع على هذا القول] أي القول بعدم اختصاصه بالنّثر [ما يسمّى التّشطير ، وهو جعل كلّ من شطري البيت سجعة مخالفة لأختها] أي للسّجعة الّتي في الشّطر الأخير (٤) ، وقوله : سجعة ، في موضع المصدر ، أي مسجوعا سجعة ، لأنّ الشّطر نفسه ليس بسجعة ، أو هو مجاز بتسمّية للكلّ باسم جزئه. [كقوله (٥) : تدبير معتصم بالله منتقم* لله مرتغب في الله] أي راغب فيما يقرّبه من رضوانه ، [مرتقب] أي منتظر ثوابه أو خائف عقابه (٦) ، فالشّطر الأوّل سجعة مبنيّة على الميم ، والثّانية سجعة مبنيّة على الباء. [ومنه] أي ومن اللّفظي ، [الموازنة وهي تساوي الفاصلتين] أي الكلمتين الأخيرتين من الفقرتين (٧) ، أو من المصراعين (٨) ،
________________________________________________________
(١) البيت لأبي تمّام ، والضّمير في قوله : «تجلّى» لنصر المذكور في البيت السّابق.
(٢) أي تغيير لشكل الكلمة ، لأنّها بفتح الهمزة والرّاء لا بضمّ الهمزة وكسر الرّاء.
(٣) لأنّ الضّماير قبله للغيبة ، فالسّياق يقتضي أن يكون هذا للغيبة أيضا.
(٤) وذلك بأن لا يتوافقا في الحرف الأخير ، وبعبارة واضحة إنّ التّشطير أن يجعل كلّ مصراع من البيت مشتملا على فقرتين ، والفقرتين في المصراع الأوّل مخالفتين في التّقفية للفقرتين للمصراع الثّاني.
(٥) أي قول أبي تمام يمدح المعتصم حين فتح عموريّة.
(٦) أو كليهما على ما هو صفة المؤمنين ، والشّاهد : في أنّ الشّطر الأوّل سجعة مبنيّة على الميم ، والثّاني على الباء ، وقوله : «تدبير» مبتدأ ، وخبره في البيت الثّالث ، وهو قوله :
لم يرم قوما ولم ينهد إلى بلد |
|
إلّا تقدّمه جيش من الرّعب |
(٧) فيما إذا كان الكلام نثرا.
(٨) فيما إذا كان الكلام نظما ، واستعمال الفاصلة حينئذ مجاز ، لأنّه استعمال في غير ما وضع له في الاصطلاح.