[استعانة ، وتضمين المصراع فما دونه إيداعا (١)] ، كأنّه أودع شعره شيئا قليلا [ورفوا] كأنّه رفا خرق شعره بشيء من شعر الغير. ـ [وأمّا العقد فهو أن ينظّم نثر] قرآنا كان أو حديثا أو مثلا ، أو غير ذلك ، [لا على طريق الاقتباس] يعني إن كان النّثر قرآنا أو حديثا ، فنظّمه إنّما يكون عقدا إذا غيّر تغييرا كثيرا ، أو أشير إلى أنّه من القرآن أو الحديث ، وإن كان غير القرآن والحديث فنظّمه عقد كيفما كان ، إذ لا يدخل فيه للاقتباس [كقوله (٢) :
ما بال من أوّله نطفة |
|
وجيفة آخره يفخر] |
الجملة حال أي ما باله مفتخرا [عقد قول علي رضياللهعنه : وما لابن آدم والفخر ، وإنّما أوّله نطفة وآخره جيفة]. [وأمّا الحلّ فهو أن ينثر نظم] وإنّما يكون مقبولا إذا كان سبكه مختارا لا يتقاصر عن سبك النّظم ، وأن يكون حسن الموقع غير قلق (٣). [كقول بعض المغاربة (٤) فإنّه لما قبّحت فعلاته ، وحنظلت نخلاته] أي صارت ثمار نخلاته كالحنظل في المرارة [لم يزل سوء الظّن يقتاده] أي يقوده إلى تخيّلات فاسدة ، وتوهّمات باطلة [ويصدّق] هو [توهّمه الّذي يعتاده] من الاعتياد [حلّ قول أبي الطّيّب :
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه |
|
وصدق ما يعتاده من توهّم (٥)] |
________________________________________________________
(١) لأنّ الشّاعر الثّاني قد أودع شعره شيئا من شعر الشّاعر الأوّل ، وهو بالنّسبة إلى شعر الشّاعر الثّاني قليل في ضمن أشعاره الكثيرة ، ويسمّى أيضا رفوا ، لأنّ الشّاعر الثّاني رفا خرق شعره بشعر الشّاعر الأوّل.
(٢) أي قول أبي العتاهية ، والشّاهد : في أنّ أبا العتاهية عقد قول علي عليهالسلام : وما لابن آدم والفخر ، وإنّما أوّله نطفة ، وآخره جيفة ، يتنفّر عنه أهله وعشيرته.
(٣) وذلك بأن يكون مطابقا لما تجب مراعاته في البلاغة مستقرّا في مكانه الّذي يستعمل فيه من الذّمّ أو المدح ونحوهما.
(٤) في ذمّ شخص له سوء الظّن بالنّاس لقياس غيره بنفسه.
(٥) وحاصل المعنى أن هذا الرّجل الأحمق لما كان قبيحا في نفسه ، وخبيث النّفس في ذاته ، وقاس النّاس على نفسه ، فيظنّ بالنّاس كلّ قبيح ، فصارت هذه الصّفة القبيحة يقوده