[ويسمّى] مثل [هذا] التّشبيه (١) [التّشبيه المشروط (٢)] لتقييد المشبّه أو المشبّه به أو كليهما (٣) بشرط (٤) وجوديّ أو عدميّ يدلّ (٥) عليه بصريح اللّفظ أو بسياق الكلام (٦).
________________________________________________________
الثّقوب ، وهو عدم الأفول ، فأوجب ذلك الغرابة والدّقّة ، فكأنّه قال : هذا التّشبيه بين الطّرفين تامّ لو لا أنّ المشبّه اختصّ بشيء آخر زائدا على ما هو المشترك بينه وبين المشبّه به.
(١) أي الّذي يتصرّف فيه بما يجعله غريبا.
(٢) أي يسمّى بالتّشبيه المقيّد ، إذ ليس المراد خصوص الشّرط النّحوي ، بل ما هو أعمّ.
(٣) أي نحو : زيد في علمه بالأمور إذا كان غافلا كعمرو إذا كان يقظان.
(٤) أي بقيد فرضيّ ، وذلك لأنّ المعتبر في هذا القيد وجوديّا كان أو عدميّا أن يكون غير ثابت للمشبّه به واقعا ، وإنّما المتكلّم يفرض تحقّقه لأحدهما أو لكلّ منهما على سبيل فرض ما ليس بواقع واقعا لداع كالهزل وقصد المبالغة ، ويظهر ذلك من التّأمّل في الأمثلة ، ألا ترى أنّ عدم الأفول وعدم الحباء وصفان فرضيان للثّواقب والشّمس.
(٥) مبنيّ للمفعول.
(٦) قال المرحوم العلّامة البامياني في المفصّل ما هذا لفظه :
أقول : الّذي يظهر بعد التّأمّل إنّ أقسام التّشبيه المشروط تبلغ (١٢) قسما ، وبيان ذلك : إنّ المقيّد إمّا أن يكون المشبّه ، وإمّا أن يكون المشبّه به ، وإمّا أن يكون كلّ منهما ، وعلى التّقادير الثّلاثة ، فالقيد إمّا وجوديّ ، وإمّا عدميّ ، فالحاصل من ضرب (٢) في (٣) يكون (٦). وعلى التّقادير السّنّة فالقيد إمّا مصرّح به أو مفهوم من سياق الكلام ، فالحاصل من ضرب (٦) في (٢) يكون (١٢) قسما.
وينبغي أن نذكر أمثلة الأقسام فنقول :
مثال كون المشبّه مقيّدا بقيد وجوديّ مصرّح في اللّفظ نحو قولك : زيد إن كان في السّماء لكان مثل بدر.
ومثال كونه مقيّدا بقيد عدميّ مصرّح في اللّفظ نحو قولك : زيد لو لم يكن في الأرض لكان مثل بدر.
ومثال كونه مقيّدا بقيد وجوديّ لم يصرّح في اللّفظ نحو قولك : زيد الفاسق مثل عمرو العادل في جواز الاقتداء بكلّ منهما ، فإنّ التّقدير زيد الفاسق لو كان عادلا لكان مثل