خاتمة
في تقسيم (١) التّشبيه بحسب القوّة والضّعف في المبالغة باعتبار ذكر الأركان وتركها ، وقد سبق أنّ الأركان أربعة (٢) والمشبّه به مذكور قطعا ، فالمشبّه إمّا مذكور أو محذوف ، وعلى التّقديرين فوجه الشّبه إمّا مذكور (٣) أو محذوف ، وعلى التّقادير
________________________________________________________
بظهور الغمامة لقوم عطاش ، وتفرّقها بجامع اتّصال ابتداء مطمع بانتهاء مؤيس ، والغرض منه إظهار التّأثّر بنحو أرقى ، ولا ريب أنّ هذا المعنى لا يمكن استفادته عند انتزاع وجه الشّبه من الشّطر الأوّل فقطّ ، فانتزاعه منه مردود لعدم كون التّشبيه عندئذ وافيا بالغرض.
(١) أي كان الأولى أن يقول :
في بيان مراتب التّشبيه في القوّة والضّعف ، كما تدلّ عليه عبارة المصنّف صريحا ، أعني قوله : «أعلى مراتب التّشبيه ...».
قال في الأطول :
وجعل تقسيم التّشبيه بحسب القوّة والضّعف في المبالغة منفردا عن التّقسيمات المتقدّمة ، لأنّه ليس باعتبار خصوص الوجه أو الطّرف أو الأداة ، بل باعتبار كلّ من الطّرف والوجه والأداة والمجموع ، ولم يقدّمه على التّقسيم بحسب الغرض مع أنّه لا مدخل للغرض فيه ، لأنّ شدّة مناسبته للاستعارة في تضمّنه المبالغة في التّشبيه دعت إلى عدم الفصل بينه وبين الاستعارة ، قوله : «بحسب القوّة والضّعف» أي بسبب قدر القوّة والضّعف ، قوله : «في المبالغة» إمّا متعلّق بالقوّة ، وإمّا متعلّق بالضّعف ، على اختلاف القولين في باب التّنازع ، قوله : «باعتبار» متعلّق بتقسيم ، والباء فيه للسّببيّة ، أو متعلّق بمحذوف أي الحاصلين باعتبار ذكر أركانه كلّها أو بعضها ، والمجموع صفة للقوّة والضّعف.
(٢) أي سبق في أوّل بحث التّشبيه أنّ الأركان أربعة ، وهي المشبّه به ، والمشبّه ، ووجهه ، والأداة.
(٣) والمراد بذكر وجه الشّبه والأداة هنا ما يشتمل التّقدير وبحذفهما تركهما لفظا أو تقديرا ، والمراد بذكر المشبّه الإتيان به لفظا ، وبحذفه تركه لفظا ، ثمّ لا يخفى أنّ ما ـ ذكر فيه جميع الأركان لا مبالغة فيه فضلا عن ضعف المبالغة.