[فخرج المجاز (١)] عن أن يكون موضوعا بالنّسبة إلى معناه المجازي [لأنّ دلالته (٢)] على ذلك المعنى إنّما تكون [بقرينة] لا بنفسه [دون المشترك (٣)] فإنّه لم يخرج ، لأنّه (٤) قد عين للدّلالة على كلّ من المعنيين بنفسه ، وعدم فهم أحد المعنيين بالتّعيين لعارض الاشتراك (٥) لا ينافي ذلك ، فالقرء مثلا عيّن مرّة للدّلالة على الطّهر بنفسه ، ومرّة أخرى للدّلالة على الحيض بنفسه ، فيكون موضوعا (٦) ، وفي كثير من
________________________________________________________
ترى أنّ دلالة زيد في قولك : جاءني زيد ، على الفاعليّة إنّما هي بواسطة (جاءني) والمعنى التّركيبي هو ما دلّ عليه اللّفظ بسبب التّركيب.
(١) أي هذا تفريع على التّقييد بقوله : «بنفسه» أي فباعتبار هذا القيد خرج اللّفظ المجازي عن كونه موضوعا بالنّسبة لمعناه المجازي ، أي وإن كان موضوعا بالنّسبة لمعناه الحقيقي ، ثمّ الخارج بالقيد المذكور إنّما هو تعيين المجاز عن كونه وضعا ، فقول المصنّف على حذف مضاف ، أي فخرج تعيين المجاز ، وكما خرج تعيين المجاز عن كونه وضعا خرج أيضا تعيين الكناية بناء على أنّها غير حقيقيّة ، لأنّ كلا من المجاز والكناية إنّما يدلّ على المعنى بواسطة القرينة ، وإن كانت القرينة في المجاز مانعة وفي الكناية غير مانعة.
(٢) أي دلالة المجاز على المعنى المجازي إنّما تكون بواسطة قرينة لا بنفسه.
(٣) أي المراد بالمشترك ما وضع لمعنيين أو أكثر وضعا متعدّدا اتّحد واضعه أو تعدّد.
(٤) علّة لعدم خروج المشترك ، أي لم يخرج المشترك عن تعريف الوضع ، لأنّه قد عيّن للدّلالة على كلّ من المعنيين بنفسه ، أي لفهمهما منه بدون القرينة.
نعم ، القرينة في المشترك إنّما هي لتعيين المراد بخلاف المجاز فإنّ القرينة فيه محتاج إليها في نفس الدّلالة على المعنى المجازي.
(٥) إضافة «عارض» إلى «الاشتراك» بيانيّة ، فالمعنى أنّ عدم فهم أحد المعنيين بالتّعيين لعارض هو اشتراك المعاني في ذلك اللّفظ الّذي عيّن للدّلالة عليها «لا ينافي ـ ذلك» ، أي عدم الفهم لا ينافي تعيينه للدّلالة على كلّ من المعنيين بنفسه ، والجملة أعني «لا ينافي ذلك» خبر عن قوله : «وعدم فهم ...».
(٦) أي فيكون المشترك موضوعا لكلّ منهما بوضعين على وجه الاستقلال ، فإذا ـ استعمل في أحدهما واحتيج إلى القرينة المعيّنة للمراد لم يضرّ ذلك في كونه حقيقة ، لأنّ الحاجة إلى