ويجب أن يكون الجزء الّذي يطلق على الكلّ (١) ممّا يكون له من بين الأجزاء مزيد اختصاص بالمعنى الّذي قصد بالكلّ مثلا ، لا يجوز إطلاق اليد أو الإصبع على الرّبيئة. [وعكسه] أي ومنه عكس المذكور يعني تسمية الشّيء باسم كلّه ، [كالأصابع] المستعملة [في الأنامل] الّتي هي أجزاء من الأصابع في قوله : تعالى : (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ)(١) (٢).
[وتسميته] أي ومنه (٣) تسمية الشّيء [باسم سببه نحو : رعينا الغيث] أي النّبات الّذي سببه الغيث [أو] تسمية الشّيء باسم [مسبّبه نحو : أمطرت السّما نباتا] ، أي غيثا يكون النّبات مسبّبا عنه (٤) ، وأورد في الإيضاح في أمثلة تسمية السّبب باسم المسبّب قولهم : فلان أكلّ الدّم ، أي الدّية المسبّبة عن الدّم ، وهو سهو (٥) ،
________________________________________________________
(١) أي من الأجزاء الّتي يكون لها مزيد اختصاص بالمعنى الّذي يقصد من الكلّ ، كالاطّلاع في هذا المثال.
(٢) أي يجعلون أناملهم في آذانهم ، والأنملة جزء من الأصابع ، والقرينة استحالة دخول الأصابع بتمامها في الأذن ، والعلاقة في ذلك الكلّيّة.
(٣) أي ومن المجاز المرسل تسمية الشّيء باسم سببه ، نحو : رعينا الغيث ، أي رعينا النّبات الّذي سببه الغيث والمطر.
(٤) أي عن الغيث ، فلفظ النّبات استعمل في السّبب مجازا مرسلا بعلاقة السّببيّة والمسبّبيّة.
(٥) أي جعل المصنّف في الإيضاح فلان أكل الدّم من أمثلة تسمية السّبب باسم المسبّب سهو منه ، بل هو من أمثلة تسمية المسبّب ، أعني الدّيّة في المثال المذكور ، باسم السّبب الّذي هو الدّم ، والدّم سبب لها ، والدّيّة مسبّبة عن الدّم ، فقد أطلق في المثال المذكور لفظ السّبب ، أعني الدّم على المسبّب أعني الدّية ، فصار المراد من الدّم في قولهم : فلان أكلّ الدّم ، أي أكلّ الدّية ، وممّا يؤيّد سهو المصنّف في الإيضاح تفسيره بقوله : أي الدّية المسبّبة عن الدّم ، فإنّه قد بيّن أنّ الدّية المطلق عليها الدّم مسبّبة ، والكلام في إطلاق اسم المسبّب على السّبب.
__________________
(١) سورة البقرة : ١٩.