ترجع إحداهما إلى اللفظ والأخرى إلى المعنى أو علة واحدة تقوم مقام العلتين فالذي جمع فيه علتان ، نحو : إبراهيم من قولك : مررت بإبراهيم وإعرابه : بإبراهيم : جار ومجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية والعجمة ، فالعلمية علة راجعة إلى المعنى والعجمة
______________________________________________________
المصدر والمشتق فرع عن المشتق منه وثانيهما مرجعه إلى المعنى وهو احتياج الفعل للفاعل والمحتاج فرع عن المحتاج إليه فإذا وجد مثلهما في الاسم انحط عن كماله واكتفوا في عدم كماله بمنع الصرف ثم استقرؤوا الأمر المعنوي فوجدوه منحصرا في شيئين وهما العلمية والوصفية والأمر اللفظي فوجدوه منحصرا في سبعة أشياء وهي صيغة منتهى الجموع والتأنيث والعدل والعجمة والتركيب ووزن الفعل وزيادة الألف والنون فصار المجموع تسعا وقد نظمها بعضهم لسهولة الحفظ بقوله :
اجمع وزن عادلا أنث بمعرفة |
|
ركب وزد عجمة فالوصف قد كملا |
ا ه من القليوبي. قوله : (علتان) العلة في اللغة عارض غير طبيعي يستدعي حالة غير طبيعية وفي الاصطلاح ما يترتب عليه الحكم والحكم هنا وهو منع الصرف إنما يترتب على اثنتين أو واحدة تقوم مقامهما فالعلة في الحقيقة على الأول مجموع لاثنين فتسمية كل منهما علة من تسمية الجزء باسم الكل أو أراد بالعلة ما يشمل العلة الناقصة. قوله : (فرعيتان) لأن العدل فرع المعدول عنه والوصف فرع الموصوف والتأنيث فرع التذكير والمعرفة فرع النكرة والعجمة فرع العربية والتركيب فرع عدمه والجمع فرع الإفراد والألف والنون المزيدتان فرع لما زيد عليه ووزن الفعل فرع لوزن الاسم ا ه عبد المعطي. قوله : (ترجع إحداهما الخ) أي تتعلق به. قوله : (إلى المعنى) أي وهو المسمى. قوله : (والعجمة) أي أو شبهها كما في حمدون وسحنون لأن وجود الواو والنون في الأسماء المفردة من خواص الأسماء الأعجمية وقيل : يجوز الصرف فيما ذكر والعجمة كون اللفظ أعجميا واستعملته العرب في أول وضعه علما سواء كان علما في العجمية أم لا ا ه قليوبي. والمراد بها كل ما كان خارجا عن لغة العرب كالسرياني والفارسي واليوناني وغير ذلك ا ه عطار.
(تنبيه) : أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا محمدا وصالحا وشعيبا وهودا وكل أسمائهم ممنوعة من الصرف إلا هذه الأربعة لفقد العجمة منها وإلا نوحا ولوطا وشيثا فإنها وإن كانت أعجمية إلا أنه تخلف شرط المنع من الصرف في العجمة وهو الزيادة على ثلاثة أحرف وأسماء الملائكة كلها أعجمية ممنوعة من الصرف للعلمية والعجمة