المفعول الثاني. ومثال اتخذ : اتخذت بكرا صديقا. وإعرابه : اتخذت : فعل وفاعل. وبكرا : مفعوله الأول وصديقا : مفعوله الثاني. وهذان هما اللذان يفيدان التصيير والانتقال من حالة إلى حالة أخرى.
ومثال سمع : سمعت النبي يقول. وإعرابه : سمعت : فعل وفاعل والنبي : مفعوله الأول. ويقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعله مستتر يعود على النبي والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب هي المفعول الثاني لسمعت وهذا على رأي أبي علي الفارسي في قوله : إن سمع إذا دخلت على ما لا يسمع تعدت لاثنين وهو رأي ضعيف جرى عليه المصنف والمعتمد عند الجمهور أن جملة يقول في موضع نصب على الحال من النبي ، لأن جميع أفعال الحواس التي هي سمع وذاق وأبصر ولمس وشم لا تتعدى إلا إلى مفعول واحد وهذا هو الذي يفيد حصول النسبة في السمع وهذا القسم أعني ظن وأخواتها ذكر في المرفوعات استطرادا لتتميم بقية النواسخ وإلا فحقه أن يذكر في المنصوبات.
______________________________________________________
وعلمت ووجدت. قوله : (وهذان) أي اتخذت وجعلت. قوله : (وهذا) أي كون الجملة مفعولا ثانيا. قوله : (رأي) أي مذهب. قوله : (ما لا يسمع) بضم الياء بأن كان اسم ذات كالنبي صلىاللهعليهوسلم فإن ذاته لا تسمع أما إن دخلت على ما يسمع تعدت لواحد اتفاقا نحو : سمعت قراءة زيد. قوله : (والمعتمد الخ) أي والكلام على حذف مضاف أي سمعت صوت النبي صلىاللهعليهوسلم ومثله : سمعت زيدا يتكلم. وقوله : على الحال أي المبينة. قوله : (الحواس) جمع حاسة لأن الإنسان لا يحس أي لا يدرك الأشياء إلا بها. قوله : (سمع) نحو : سمعت القرآن. قوله : (وذاق) نحو : ذقت الطعام. قوله : (وأبصر) نحو : أبصرت زيدا. قوله : (ولمس) نحو : لمست الحرير. قوله : (وشم) نحو : شممت الريحان. قوله : (وهذا) أي سمع. قوله : (استطرادا) هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة وأشار لها بقوله لتتميم الخ كما أن ذكر نصب كان وأخواتها ونصب إن وأخواتها للاسم هنا استطرادي تتميما لعملهما. قوله : (وإلا فحقه) أي وإلا نقل أنه ذكر هنا استطرادا فلا يصح لأن حقه أي الأمر الثابت له أن يذكر الخ. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.