فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فارتفع ارتفاعه وحول الإسناد من الأول إلى الثاني فحصل إبهام في النسبة ، فإن في إسناد الطيب إجمالا لاحتمال أن يكون من جهة الأصل أو العلم أو النفس فلما ذكر التمييز ارتفع الإجمال والإبهام والحكمة في ذلك أن التفصيل بعد الإجمال أوقع في النفس وناصب التمييز في هذه الأمثلة الثلاثة الفعل وأشار إلى الأول بقوله : (واشتريت) فعل وفاعل (عشرين) مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم و (غلاما) تمييز منصوب (وملكت) فعل وفاعل و (تسعين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم و (نعجة) تمييز منصوب فغلاما ونعجة تمييز منصوب مبين لإبهام ذات عشرين وتسعين لأن أسماء العدد مبهمة لصلاحيتها لكل معدود وناصب التمييز في هذين المثالين العدد لشبهه بضاربين زيدا في طلبه ما بعده ، وإن كان جامدا ومنه تمييز المقادير كرطل زيتا وقفير بر أو شبر أرضا فناصب التمييز فيه المقدار ومن تمييز النسبة ما هو محول عن المفعول نحو قوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) [القمر : ١٢] فجر فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع التباس الفاعل بالمفعول ، ونا ضمير المتكلم مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والأرض مفعول به منصوب بالفتحة ، وعيونا تمييز منصوب محول عن المفعول المضاف مبين لإبهام نسبة التفجير والأصل فجرنا عيون الأرض فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه فحصل إبهام في النسبة فجيء بالمحذوف
______________________________________________________
تبيين وقوله : لإبهام أي خفاء. قوله : (فحذف المضاف) أي عرق وشحم ونفس. قوله : (في النسبة) أي إلى المسند إليه. قوله : (أوقع في النفس) أي أشد وقوعا وتمكنا وثباتا فيها لأن الله جبل النفوس على التشوف إلى ظهور ما خفي عليها. قوله : (الأول) أي تمييز الذوات. قوله : (غلاما تمييز) أي تفسير للخفاء الحاصل في العشرين. قوله : (ومنه) أي من تمييز الذوات. قوله : (المقادير) هو ما يعرف به كمية الشيء كالوزن. قوله : (كرطل الخ) أي كقولك عندي رطل زيت وقس. قوله : (وقفيز) هو ثمانية مكاكيك والمكوك مكيال يسع صاعا ومن الأرض مائة وأربعون ذراعا وليس مرادا هنا وجمعه أقفزة وقفزان ا ه صبان. قوله : (فيه) أي فيما ذكر وقوله : المقدار أي الرطل والقفيز والشبر. قوله : (في النسبة) أي نسبة التفجير. قوله : (بالمحذوف)