بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله الذي جعل لغة العرب أحسن اللغات والصلاة والسّلام على سيدنا
______________________________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله الذي رفع أقواما وخفض آخرين ، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وأصحابه الذين نصب الله بهم الدين. وأضمر الكفر وأظهر كلمة الحق واليقين.
(أما بعد) فيقول الفقير الذليل لربه تعالى ، إسماعيل بن موسى الحامدي المالكي : هذه عبارات شريفة ، ونكات ظريفة ، على شرح العالم الفاضل ، والهمام الكامل ، الشيخ حسن الكفراوي ـ نسبة إلى بلدة كفر الشيخ حجازي بالقرب من المحلة الكبرى ـ الشافعي الأزهري ، توفي رحمهالله سنة اثنتين بعد المائتين والألف ، في عشرين من شهر شعبان ، وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل ، ودفن بتربة المجاورين ، على متن الإمام الصنهاجي تحل مبانيه وتوضح معانيه ، وضعتها لنفسي ولمن هو قاصر مثلي ، والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، وهو حسبي ونعم الوكيل فقلت وعلى الله اعتمادي :
قوله : (بسم الله الرّحمن الرّحيم) ابتدأ بها بدءا حقيقيا لقصد حصول البركة لجميع أجزاء الكتاب ، والاقتداء بالقرآن ، والعمل بالروايات الآتية في كلامه. قوله : (الحمد لله) ابتدأ بها أيضا لكن بدءا إضافيا لما ورد «كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع» وعبر بالجملة الاسمية لدلالتها على الدوام ، وللاقتداء بالكتاب وإن كان أصلها الجملة الفعلية ، لأن الأصل : «حمدت حمدا» فحذف الفعل مع فاعله ، ورفع المصدر وأدخلت عليه أل وهذه الجملة إما خبرية لفظا إنشائية معنى لإنشاء الثناء بالمضمون ، أعني استحقاق الله الحمد لذاته أو اختصاصه به ، وإما خبرية لفظا ومعنى ، جيء بها للإخبار بثبوت المحامد لله والإخبار بالحمد حمدا ، والحمد لغة