فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) (النساء / ٩٤) ومعناه في المقام تبيّنوا صدق الخبر وكذبه.
٢. قوله : (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ) علّة للتثبّت ، والمقصود خشية أن تصيبوا قوما بجهالة أو لئلاّ تصيبوا قوما بجهالة.
٣. الجهالة مأخوذة من الجهل ، وهي الفعل الخارج عن إطار الحكمة والتعقّل.
وأمّا كيفية الاستدلال ، فتارة يستدل بمفهوم الشرط ، وأخرى بمفهوم الوصف. وربما يحصل الخلط بينهما ، ففي تقرير الاستدلال بمفهوم الشرط ينصبّ البحث ، على الشرط أي مجيء المخبر بالنبإ ، دون عنوان الفاسق ، بخلاف الاستدلال بمفهوم الوصف حيث ينصبّ البحث على عنوان الفاسق مقابل العادل ففي إمكان الباحث جعل لفظ آخر مكان الفاسق عند تقرير الاستدلال بمفهوم الشرط لأجل صيانة الفكر عن الخلط ، فنقول :
الأوّل : الاستدلال بمفهوم الشرط
إنّ الموضوع هو نبأ الفاسق ، والشرط هو المجيء ، والجزاء هو التبيّن والتثبّت ، فكأنّه سبحانه قال : نبأ الفاسق ـ إن جاء به ـ فتبيّنه.
ويكون مفهومه : نبأ الفاسق ـ إن لم يجئ به ـ فلا يجب التبيّن عنه.
لكنّ للشرط (عدم مجيء الفاسق) مصداقين :
أ. عدم مجيء الفاسق والعادل فيكون عدم التبيّن لأجل عدم النبأ فيكون من قبيل السالبة بانتفاء الموضوع.
ب. مجيء العادل به فلا يتبيّن أيضا فيكون عدم التبيّن من قبيل السالبة بانتفاء المحمول. أي النبأ موجود والمنفي هو المحمول ، أعني : التثبّت.