٤. عن المفضل بن عمر ، انّ أبا عبد الله عليهالسلام قال للفيض بن المختار في حديث : «فإذا أردت حديثنا ، فعليك بهذا الجالس» وأومأ إلى رجل من أصحابه ، فسألت أصحابنا عنه ، فقالوا : زرارة بن أعين. (١)
٥. روى القاسم بن علي التوقيع الشريف الصادر عن صاحب الزمان عليهالسلام انّه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنّا ثقاتنا. (٢)
إلى غير ذلك من الأحاديث التي تورث اليقين بأنّ حجّية قول الثقة كان أمرا مفروغا منه بينهم ولو كان هناك كلام ، فإنّما كان في الراوي.
أنت إذا استقرأت الروايات التي جمعها الشيخ الحرّ العاملي في الباب الثامن من أبواب صفات القاضي والذي بعده ، تقف على اتّفاق أصحاب الأئمّة على حجّية الخبر الواحد الذي يرويه الثقة ، وهو ملموس من خلال روايات البابين. (٣)
ثمّ إنّ ظواهر ما نقلناه من الروايات تدلّ على حجّية «قول الثقة» فلو كان المخبر ثقة ، فخبره حجّة وإلاّ فلا وإن دلّت القرائن على صدوره من المعصوم.
لكن الإمعان فيها وفي السيرة العقلائية ـ التي يأتي ذكرها ـ يعرب عن أنّ العناية بوثاقة الراوي في الموضوع لكونها طريقا إلى الاطمئنان بصدوره من المعصوم ، ولذلك لو كان الراوي ثقة ولكن دلّت القرائن المفيدة على خطئه واشتباهه ، لما اعتبره العقلاء حجّة ، وهذه تشكّل قرينة على أنّ العبرة في الواقع بالوثوق بالصدور لا على وثاقة الراوي ، والاعتماد عليها لأجل استلزامها الوثوق بالصدور غالبا.
__________________
(١) الوسائل : ١٨ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ١٩.
(٢) الوسائل : ١٨ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٤٠.
(٣) الوسائل : ١٨ ، الباب ٨ و ٩ من أبواب صفات القاضي ، ص ٥٢ ـ ٨٩.