في الجواب) والجزاء مسببه ، ومحال أن يكون المسبب مقدّما على السبب» (١). وحين كانوا يقعون على ما يصلح في ظاهره لأن يكون جواب الشرط ، مثل (أنت ظالم إن فعلت كذا) ، ومثل قول رؤبة بن العجاج :
يا حكم الوارثّ عن عبد الملك |
|
أوديت إن لم تحب حبو المعتنك (٢) |
كانوا يتأولونه بأنه دليل على الجواب وليس بالجواب ، فأصل (أنت ظالم إن فعلت كذا) هو (إن فعلت كذا ظلمت) ـ أو (إن فعلت كذا فأنت ظالم) ـ فحذف (ظلمت) لدلالة (أنت ظالم) عليه ، وأصل (أوديت إن لم تحب) هو (إن لم تحب أوديت) وجعل (أوديت) المتقدمة دليلا على (أوديت) المتأخرة (٣).
وفي اعتقادنا أن ما ذهب إليه الأخفش أقرب إلى روح اللغة والاستعمال اللغوي. لأنه يوفّر على المعرب
__________________
(١ و ٣) الإنصاف في مسائل الخلاف ، المسألة ٨٧.
(٢) المعتنك : البعير الذي يسير بصعوبة في الرمل المتعقّد.