اعتبار «أيّ» الندائية موصولة ، وتقدير مبتدأ محذوف في جملة الصلة ، هو قياسه إياها على «أيّ» في مثل «اكرم أيهم أفضل» التي اعتبرها معاصره سيبويه مبنية على الضم لأنه حذف من صلتها المبتدأ المقدّر بـ «هو» (التقدير : «اكرم أيهم هو أفضل» (١)). فما دامت «أي» في هذه الصيغة الأخيرة اسما موصولا حذف المبتدأ من صلته وبني على الضم ، وما دامت «أيّ» في صيغة النداء قد بنيت على الضم ، فلتكن إذن «اسما موصولا حذف المبتدأ من صلته». ولا يخفى على أريب ما في هذا القياس المنطقي من تعسف قائم على تشبيه وحدة كلامية (أيّ الموصولة) بوحدة كلامية أخرى (أيّ الندائية) لمجرّد تعادلهما في خصيصتين : البناء اللفظي ، والبناء على الضم.
* يرى الأخفش جواز حذف جواب الشرط أو تقديره ، ويضرب على ذلك مثلا : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً
__________________
(١) المرتجل ، ص ٣٠٨