وقد أوضح أنّ النقل بالمعنى شيء ليس بمقصور على الأحاديث فحسب ، بل تعدّد الرّوايات في بيت شعريّ واحد من هذا القبيل ، زد على ذلك ما طرأ على الشّعر من التصحيف والتحريف والوضع والاختلاق.
ورواة الشّعر فيهم من الأعاجم والشّعوبيّة أمم ، على أنّ المسلمين في القرون الأولى كانوا أحرص على إتقان الحديث من حفظ الشّعر ، والتّثبّت في روايته ـ إلى غير ذلك مما أورده ... ؛ لذا وصل هذا المصنّف إلى المستوى المرموق الذي رشّحه لأن يكون (كتاب العام) للنّادي ، فهو بحقّ ذخيرة علمية يسرّنا أن نقدّمها مرجعا يحقّق الفائدة لطلّاب العلم ، وروّاد المعرفة ، في الحاضر والمستقبل.
وهكذا قيّض الله ـ تعالى ـ للحديث النبويّ من ينافح عنه ، ويذود عن حياضه ، ويدعو إلى الاستشهاد به في ميدان النّحو العربيّ ، فهو ينبوع فيّاض ، ومورد عذب ، ولن يخلو عصر من العصور من عالم ينفي عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين. (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(١).
إدارة النادي
__________________
(١) يونس : (١٠).