(٢) الحديث : «إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون» (١) الأصل : إنه ، أي : الشأن ، كما قال «الأخطل» :
إنّ من يدخل الكنيسة يوما |
|
يلق فيها جآذرا وظباء |
ووجهت بأن «من» زائدة ، واسم «إنّ» : «أشد» (٢).
(٣) الحديث : «كل أمتي معافى إلا المجاهرون» (٣) أي : بالمعاصي.
والمعروف في الاستثناء أن الكلام إذا كان تاما موجبا وجب نصب المستثنى ، ولكن هذا هو رأي الجمهور.
والرفع جائز في لغة حكاها «أبو حيان» ، وخرج عليها بعضهم هذا الحديث ، ويكون الرفع على التبعية.
__________________
(١) ذكر هذه الرواية «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب اللباس والزينة ـ باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) ٦ : ١٦١ من حديث «عبد الله بن مسعود» مع روايات أخرى بحذف «من» وحدها ، وبحذفها مع «إن» أيضا. ورواه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب اللباس ـ باب عذاب المصوّرين يوم القيامة) ٧ : ٦٤ بحذف «من».
وفي «فتح الباري» ١٠ : ٣٨٣ : «وقع عند (مسلم) من طريق أبي معاوية ، عن الأعمش «إن من أشد الناس» ، واختلفت نسخه ، ففي بعضها «المصورين» وهي للأكثر ، وفي بعضها «المصورون» ، وهي لأحمد عن أبي معاوية أيضا».
(٢) انظر «مغنى اللبيب» ٥٦.
(٣) رواه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الزهد والرقائق ـ باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه) ٨ : ٢٢٤.
ورواه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الأدب ـ باب ستر المؤمن على نفسه) ٧ : ٨٩ كلاهما بلفظ «إلا المجاهرين». وفي «فتح الباري» ١٠ : ٤٨٦ : «المجاهرين» رواية الأكثر ، وفي رواية النسفي «المجاهرون» بالرفع ، وعليها شرح «ابن بطال» و «ابن التين».
(تنبيه مهم) يلاحظ من هذا الحديث أن بعض النحاة يتعلقون بروايات غير مشهورة ، ويغفلون الروايات الصحيحة المشهورة. وليس هذا الصنيع من البحث العلمي الجاد في شيء.