قال «ابن الطيب» : وقد استدل بالحديث في كتب النحاة طوائف ، منهم : «الصفّار ، والسيرافي ، والشريف الغرناطي ، والشريف الصقلي» في شروحهم لكتاب «سيبويه» ، و «ابن عصفور» ، و «ابن الحاج» (١) في شرح «المقرّب». و «ابن الخبّاز» في شرح «ألفية ابن معطي» وغيرهم.
وشيّد أركانه المحققون ، كالإمام «النووي» في «شرح مسلم» وغيره.
والعلامة المحقّق «البدر الدماميني» في شرح «التسهيل» وغيره. وقاضي القضاة «ابن خلدون» في مواضع من مصنفاته ، بل خصّ هذه المسألة بالتصنيف ، وأجاب عن كل ما أورده جوابا شافيا» (٢) ا ه.
وقال «ابن الطيب» أيضا : «ذهب إلى الاحتجاج به والاستدلال بألفاظه وتراكيبه جمع من الأئمة ، منهم : شيخا هذه الصناعة وإماماها ، الجمالان :
ابنا مالك وهشام ، والجوهري ، وصاحب البديع (٣) ، والحريري ، وابن سيده ، وابن فارس ، وابن خروف ، وابن جني ، وأبو محمد عبد الله بن بري ، والسّهيليّ ، وغيرهم ممن يطول ذكره.
وهذا الذي ينبغي التعويل عليه والمصير إليه ، إذ المتكلم به ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أفصح الخلق على الإطلاق ، وأبلغ من أعجزت فصاحته الفصحاء على جهة العموم والاستغراق ، فالاحتجاج بكلامه ـ عليه الصلاة والسّلام ـ الذي هو أفصح العبارات ، وأبلغ الكلام ، مع تأييده بأسرار البلاغة ، ودلائل الإعجاز ، من الملك
__________________
(١) هو أحمد بن محمد بن أحمد الأزديّ ، أبو العبّاس ، الإشبيليّ ، المعروف بابن الحاج. قرأ على «الشلوبين» وغيره. له على كتاب «سيبويه» إملاء ، وله إيرادات على «المقرّب» ، وغير ذلك. كان متحققا بالعربية ، حافظا للغات ، مقدّما في العروض. قال في «البدر السافر» : برع في لسان العرب ، حتى لم يبق فيه من يفوقه أو يدانيه. توفي سنة ٦٤٧ ه ، وقيل : سنة ٦٥١ ه. «بغية الوعاة» ١ : ٣٥٩.
(٢) «تحرير الرواية في تقرير الكفاية» : ٩٨.
(٣) كتاب «البديع» في النحو ، لمحمد بن مسعود الغزنيّ (ـ ٤٢١ ه). أكثر «أبو حيان» من النقل عنه ، وذكره «ابن هشام» في «المغنى». «بغية الوعاة» ١ : ٢٤٥.