ثم لا أدري لم ترفّع النحويون عما ارتضاه اللغويون من الانتفاع بهذا الشأن ، والاستقاء من ينبوعه الفياض العذب الزلال ، فأصبح ربع اللغة به خصيبا بقدر ما صار ربع النحو منه جديبا :
وكان حالهما في الحكم واحدة |
|
لو احتكمنا من الدنيا إلى حكم (١) |
قال الدكتور «محمد محمد أبو شهبة» في كتابه «دفاع عن السنة» ص : ٣٢ : «.. من اطلع على منهج المحدثين في النقد ، وطريقتهم في التعديل والتجريح ، ومبالغتهم في التحري عن معرفة حقيقة الراوي ، وطوية نفسه ، والأخذ بالظنة والتهمة في رد مروياته يكاد يجزم بأن تجويز الكذب على الراوي المستجمع للشروط أمر فرضي ، واحتمال عقلي ، وهذه الحقيقة قد تبدو لبعض من لم يدرس كتب الرجال والنقد عند المحدثين ، فيها شيء من المغالاة ، ومن أبعد النجعة في كتب القوم عرف ، ومن عرف اعترف».
__________________
(١) نظرة في النحو (مجلة المجمع العلمي بدمشق ١٤ : ٣٢٥ ـ ٣٢٧) عن «في أصول النحو» ٥٣ ـ ٥٥.