«ليس من امبرامصيام في امسفر» (١) أخرجه «أحمد».
__________________
(١) رواه «أحمد» في «مسنده» ٥ : ٤٣٤ ، عن «كعب بن عاصم» ، وكان من أصحاب السقيفة.
وفي «بلوغ الأماني» ١٠ : ١٠٧ ، ولم أقف على من أخرجه بالميم بدل اللام غير الإمام أحمد. وانظر «نصب الراية» ٢ : ٤٦١ ، وفيه : هذه الرواية رواها «عبد الرزاق» في «مصنّفه» ، وعن «عبد الرزاق» رواه «أحمد» في «مسنده» ، ومن طريق «أحمد» رواه «الطبراني» في «معجمه». قال «الصبان» ١ : ٣٧ : الحديث ورد بلفظ «أل» ولفظ «أم» وكلاهما بسند رجاله رجال الصحيح. كما في المناوي.
(أقول) : وما قاله فريق من النحاة كـ «ابن يعيش» و «الزنجاني» و «ابن هشام» وغيرهم : «إن الذي روى هذا الحديث هو (النمر بن تولب) ـ ١٤ ه ، وإنه لم يرو عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلا هذا الحديث» لم أجد له أصلا في كتب الحديث ، فلا أدري من أين لهم ذلك؟! وبعد تحريري لهذه المسألة وصلني المخطوط المسمى «تخريج أحاديث شرح الرضي على الكافية» لـ «عبد القادر بن عمر البغدادي» من دار الكتب المصرية ، وهو بخط المؤلف ـ رحمهالله رقم / ١٥١٢ ـ حديث / فنظرت فيه لأرى ما كتبه «البغداديّ» في صحة نسبة رواية بعض النحاة ، الحديث لـ «النمر بن تولب» ، فوجدت ما فيه موافقا لما سطّرته ، فحمدت ربي على حسن توفيقه إياي. وهذا نص البغدادي : «ليس من امبرامصيام في امسفر» قال «السيوطي» في حاشية المغني : هذا الحديث أخرجه أحمد في مسنده ، والطبراني في معجمه الكبير ، من حديث «كعب بن عاصم الأشعري» ومسنده صحيح. وأما قول المصنف : رواه «النّمر بن تولب» ، فكذا ذكره «ابن يعيش» و «السخاوي» كلاهما في «شرح المفصل» ، وصاحب البسيط. زاد «ابن يعيش» : ويقال : إن «النمر» لم يرو عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلا هذا الحديث.
وكلهم تواردوا على ما لا أصل له. أما أولا فلأن «النمر بن تولب» مختلف في إسلامه وصحبته. وأما ثانيا فإن هذا الحديث لا يعرف من رواية «النمر». والحديث الذي رواه «النمر» عند من أثبت صحبته غير هذا الحديث. قال «أبو نعيم» في «معرفة الصحابة» : النمر بن تولب ، الشاعر ، كتب له النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كتابا ، وروى من طريق «مطرّف» عنه ، قال : سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «من سرّه أن يذهب كثير من وحر صدره فليصم شهر الصبر رمضان وثلاثة أيام من كل شهر» انتهى كلام «السيوطي» رحمهالله. وقال «السخاوي» في «شرح المفصل» في هذا الحديث : يجوز أن يكون النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تكلم بذلك لمن كانت هذه لغته ، أو تكون هذه لغة الراوي التي لا ينطق بغيرها.
لا أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أبدل اللام ميما. قال «الأزهري» : والوجه ألّا تثبت الألف في الكتابة ؛ لأنها ميم جعلت كالألف واللام. ورأيت كتابة الحديث بخط «السيوطي» في كتابه : «الزّبرجد» كذا ليس من ام برام صيام فم سفر) ...
وروى «السيوطي» الحديث في «الجامع الصغير» كذا ليس من البر الصيام في السفر) قال : أخرجه أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والنسائي» عن «جابر» ، وأخرجه «ابن ماجه» عن «ابن عمر». ورواه في الذيل بزيادة : «فعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها». وقال :
أخرجه «النسائي» و «ابن حبان» عن «جابر». انتهى ما جاء في المخطوط عن هذا الحديث.