وفي «إعراب الحديث» للعكبري ٨٠ :
«إمّا» هاهنا مكسورة الهمزة ، لأنها «إن» الشرطية زيدت عليها «ما» ، وهو كقوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ)(١) وأما قوله «أدركنّ» فهكذا وقع في هذه الرواية ، وقد روي بطريق آخر : «فمن أدرك ذلك» فيدل هذا اللفظ على أن «أدرك» لفظه لفظ الماضي ، ومعناه المستقبل.
والإشكال في لحاق النون لفظ الماضي ، لأن حكمها أن تلحق المستقبل.
ووجه هذه الرواية : أنه لما أريد بالماضي المستقبل ألحق به نون التأكيد تنبيها على أصله ، ولا يجوز أن تكون النون هاهنا ضمير جماعة المؤنث لأمرين : أحدهما : أنه لم يتقدم في الحديث جماعة مؤنّث يرجع هذا الضمير إليه.
والثاني : أنه رفع ما بعده ، وهو قوله : «واحد منكم» وهذا مفرد مذكر.
وفيه : «يقرؤه كلّ مؤمن كاتب وغير كاتب».
يجوز جرّ «كاتب» على الصفة لـ «مؤمن».
ويجوز رفعه صفة لـ «كل» أو بدلا منه.
قال «الشاطبي» عند «حيهل» من قوله :
والأمر إن لم يك للنون محلّ |
|
فيه هو اسم نحو : صه ، وحيّهل |
وحيهل : معناه أقبل ، أو أسرع ، أو أعجل ، ومنه ما جاء في الحديث : «إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر» (٢)
قال «أبو عبيد» : معناه عليك بعمر ، ادع عمر.
__________________
(١) الإسراء : ٢٣.
(٢) قال «العجلوني» في «كشف الخفاء» ١ : ٨٧ : ذكره «القاضي عياض» في «الإكمال» من قول «ابن مسعود» ، وكذا «القرطبي» و «ابن الأثير». وظاهر كلام «العراقي» في «الذخيرة» في (باب الأذان) أنه حديث ، ولعله أراد به موقوفا ، كذا في «الموضوعات الكبرى» لـ «القاري».
وانظر مسألة / ٨٨ / في (حقيقة «حيهل»).