«المعرب والمبني»
مسألة (٥)
النقص في «هن» أشهر
الأسماء الستة (١) هي : أب ، أخ ، حم ، فم ، هن ، ذو (بمعنى صاحب) ، فكل واحد من هذه الستة يرفع ـ غالبا ـ بالواو ، وينصب بالألف ، ويجر بالياء. ولكن بشروط أربعة ، وهي : أن تكون مفردة ، مكبّرة ، مضافة ، وإضافتها لغير ياء المتكلم.
وهناك شرط خاص بكلمة «فم» وهو حذف «الميم» ، والاقتصار على الفاء وحدها ، مثل : (ينطق فوك بالحكمة).
ويشترط في كلمة «ذي» أن تكون إضافتها لاسم ظاهر ، دال على الجنس ، مثل : (صاحبي ذو فضل).
وما سبق هو أشهر اللغات في الأسماء الستة ، أما كلمة «هن» فإن الأكثر فيها مراعاة النقص ، ثم إعرابها بالحركات الأصلية بعد ذلك. والمراد بمراعاة النقص في آخرها إن أصلها «هنو» على ثلاثة أحرف ، ثم نقصت منها الواو ، بحذفها للتخفيف ، سماعا عن العرب ، وصارت الحركات الأصلية تجري على النون ، وكأنها الحرف الأخير من الكلمة ، فعند الإضافة لا تردّ الواو المحذوفة. وتسمى : لغة النقص.
وعلى هذه اللغة الشهيرة ورد الحديث : «من تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضّوه بهن أبيه ولا تكنوا» (٢) ، وقول «علي» ـ رضياللهعنه ـ : «من يطل هن
__________________
(١) يسميها بعض النحاة : الأسماء الستة المعتلة الآخر ؛ لأن في آخرها واوا محذوفة تخفيفا ، إلا «ذو» فليس فيها حذف ، وإلا «فم» ففيها إبدال.
(٢) رواه «أحمد» في «مسنده» ٥ : ١٣٦ عن «أبي بن كعب» وانظر «فيض القدير» ١ : ٣٥٧.
(يقال : أعضضته الشيء فعضّه). وانظر «شرح الشاطبي» (الأسماء الستة) ، و «شرح ابن الناظم» ١٢ ، و «الكافي شرح الهادي» ٨٠ ، ١١٨٦ ، و «أوضح المسالك» ١ : ٣١ ، و «النحو الوافي» ١ : ١٠٨ ـ ١١٣.