مسألة (٩)
في ألفاظ ملحقة بجمع المذكر السالم
ألحق النحاة بجمع المذكر السالم في إعرابه أنواعا ، فقد كلّ نوع منها بعض الشروط ، فصار شاذا ، ملحقا بهذا الجمع ، وليس جمعا حقيقيا ؛ لأنها سماعية لا يقاس عليها.
مثل كلمة «أهل» فقد قالوا فيها : أهلون ، فجمعوها مع أنها ليست علما ولا صفة ، بل هي اسم جنس جامد ، كـ «رجل» وفي الحديث : «إن لله أهلين من الناس» (١)
وقال الشاعر :
وما المال والأهلون إلا ودائع |
|
ولا بد يوما أن تردّ الودائع |
ومما ألحق بجمع المذكر السالم في إعرابه «سنون» وبابه من كل اسم ثلاثي حذفت لامه ، وعوّض عنها تاء التأنيث المربوطة ، ولم يعرف له عند العرب جمع تكسير معرب بالحركات.
فهذا النوع له مفرد من لفظه ، وهذا المفرد لا يسلم من التغيير عند جمعه هذا الجمع ، فلا يبقى على حالته قبل الجمع ، ولذلك يسمونها «جموع تكسير» (٢) ، ويلحقونها بجمع المذكر في إعرابه بالحروف. وهذا في لغة الحجاز ، وعلياء قيس.
__________________
(١) أخرجه «ابن ماجه» في «سننه» في (المقدمة) ١ : ٧٨ ، و «الدارمي» في «سننه» في (كتاب فضائل القرآن ـ باب فضل من قرأ القرآن) ٢ : ٤٣٣ عن «أنس بن مالك» وانظر «المقاصد الحسنة» ١٢٧. والحديث بتمامه : «إن لله أهلين من الناس ،
قالوا : يا رسول الله من هم؟
قال : هم أهل القرآن ، أهل الله وخاصته».
(٢) انظر «أوضح المسالك» (باب جمع المذكر السالم وما حمل عليه).