مسألة (١٢)
في اتصال «نون الوقاية» باسمي الفاعل والتفضيل (١)
جاء في «شواهد التوضيح» ١١٨ ـ ١١٩ :
مقتضى الدليل أن تصحب نون الوقاية الأسماء المعربة المضافة إلى ياء المتكلم لنفيها خفاء الإعراب. فلما منعوها ذلك كان كأصل متروك ، فنبهوا عليه في بعض الأسماء المعربة المشابهة للفعل ، كقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لليهود : فهل أنتم صادقوني (٢) وقول الشاعر :
وليس بمعييني وفي الناس ممتع |
|
صديق إذا أعيا عليّ صديق |
وكقول الآخر :
وليس الموافيني ليرفد خائبا |
|
فإنّ له أضعاف ما كان أمّلا |
ولما كان لأفعل التفضيل شبه بفعل التعجب ، اتصلت به النون المذكورة أيضا في قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «غير الدجال أخوفني عليكم» (٣).
والأصل فيه : أخوف مخوفاتي عليكم. فحذف المضاف إلى الياء وأقيمت هي مقامه ، فاتصل «أخوف» بها مقرونة بالنون ، كما اتصل «معيي» و «الموافى» بها في البيتين المذكورين.
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» ، و «شرح المرادي» ١ : ١٦٧ ، و «شرح الأشموني» ١ : ١٢٦ ، و «مغنى اللبيب» ٤٥١ ، و «همع الهوامع» (الضمير) ، و «الأشباه والنظائر» ٤ : ٤٣.
(٢) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الطب ـ باب ما يذكر في سمّ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ) ٧ : ٣٢ ، و «أحمد» في «مسنده» ٢ : ٤٥١ ، عن أبي هريرة.
(٣) أخرجه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الفتن وأشراط الساعة ـ باب ذكر الدجال وصفته وما معه) ٨ : ١٩٧ ، عن النوّاس بن سمعان. و «أحمد» في «مسنده» ٥ : ١٤٥ ، عن أبي ذر.