فيكون قوله «عليه» : اسم فعل أمر ، ومعناه ليلزم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، و «بالصوم» : مفعول به زادت معه الباء ، وهو حسن من جهة المعنى ، ولكنه ضعيف من جهة الصناعة ، وذلك لأن الأصل في فعل الأمر أن يكون للمخاطب لا للغائب ، ولأن زيادة الباء مع المفعول غير ثابتة في غير هذا الموضع حتى يحمل عليها ما هنا. (١)
مسألة (١٦)
في تركيب «أو مخرجيّ»؟ (٢)
الأصل في : «أو مخرجيّ هم» (٣) : أو مخرجوي هم ، أي : بعد إسقاط النون للإضافة ، فاجتمعت واو ساكنة وياء ، فأبدلت الواو ياء ، وأدغمت في الياء ، وأبدلت الضمة ، التي كانت قبل الواو كسرة ، تكميلا للتخفيف ، كما فعل باسم مفعول «رميت» حين قيل فيه : «مرميّ» ، وأصله : مرمويّ.
ومثل : «مخرجيّ» من الجمع المرفوع المضاف إلى ياء المتكلم ، قال أبو ذويب الهذليّ :
أودى بنيّ وأودعوني حسرة |
|
عند الرّقاد وعبرة ما تقلع |
و «مخرجيّ» : خبر مقدم ، و «هم» : مبتدأ مؤخر ، ولا يجوز العكس ؛ لأن مخرجيّ
__________________
(١) انظر «شرح الرضي للكافية» في (أسماء الأفعال) ، وتعليق «محمد محي الدين عبد الحميد» علي «أوضح المسالك» ١ : ١٣٢ ، و «الكافي شرح الهادي» ١٣٨٩ ، و «شرح الشاطبي».
(٢) موارد المسألة : «شواهد التوضيح» : ١٣ ، و «شرح الشاطبي» ، و «شرح قطر الندى» ٣٥٣ (الفاعل).
(٣) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب بدء الوحي) عن «عائشة» ١ : ٣ ، قال له ورقة :
«هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أو مخرجيّ هم؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا موزّرا ...»
وفي «سيرة ابن هشام» ١ : ٢٠٤ قال «ورقة» :
فيا ليتي إذا ما كان ذاكم |
|
شهدت فكنت أوّلهم ولوجا |