مسألة (٢٠)
في سد الحال مسد الخبر (١)
قالوا : (أخطب ما يكون الأمير قائما)
التقدير : إذ كان ، أو إذا كان قائما. وقائما : نصب على الحال من الضمير في «كان» ، وحذفت جملة «كان» التي هي الخبر للعلم بها ، وسد الحال مسدها.
وهذه الحال لا تصلح خبرا لمباينتها المبتدأ ، إذ الخطابة لا يصح أن يخبر عنها بالقيام.
وجعل «قائما» حالا مبنيّ على تمام «كان».
وامتنع جعل «كان» ناقصة ، وجعل المنصوب خبرها ، لأمرين :
الأول : إن العرب لم تستعمل في هذا الموضع إلّا أسماء منكورة مشتقة من المصادر ، فحكمنا بأنها أحوال ، إذ لو كانت أخبارا لـ «كان» المضمرة لجاز أن تكون معارف ونكرات ، ومشتقة وغير مشتقة.
الثاني : وقوع الجملة الاسمية مقرونة بالواو موقعه ، كقوله ـ عليه الصلاة والسّلام ـ : «أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد» (٢).
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح ابن الناظم» : ٥٠ ، و «شرح الأشموني» ١ : ٢١٩ ، و «شرح الكافية للرضي» ١ : ١٠٥ ، و «شرح الشاطبي» مخطوط ، و «مغنى اللبيب» ٥٣٧ ، و «شرح قواعد الإعراب» للكافيجي ص : ٤٧ (آلة كاتبة).
(١) أخرجه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الصلاة ـ باب ما يقال في الركوع والسجود) ٢ : ٤٩ ، و «أبو داود» في «سننه» في (كتاب الصلاة ـ باب في الدعاء في الركوع والسجود) ١ : ٢٣١. وانظر «مختصر سنن أبي داود» ١ : ٤٢٠.
وقال «البغدادي» في «تخريج أحاديث شرح الكافية للرضي» ورقة / ٣ / (مخطوط) : أخرجه «البزار» عن ابن مسعود. كذا في الذيل للسيوطي ، وتمامه عند «مسلم» و «أبي داود» و «النسائي» عن أبي هريرة : «فأكثروا الدعاء». كذا في الجامع الصغير.