وتسري هذه الأحكام على المضارع الذي ماضيه «كان» الناقصة ، والذي ماضيه «كان» التامة.
مسألة (٢٥)
في تخريج حديث أورده الشاطبي في شرحه
أورد «أبو إسحاق الشاطبي» في «شرحه» الحديث التالي : «كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل» (١).
__________________
(١) أخرجه «أحمد» في «مسنده» ٥ : ١١٠ :
أخبرنا «أيوب» عن «حميد بن هلال» عن رجل من «عبد القيس» كان مع الخوارج ، ثم فارقهم ، قال : دخلوا قرية ، فخرج «عبد الله بن خباب» ذعرا يجر رداءه ، فقالوا : لم ترع ، قال : والله لقد رعتموني ، قالوا : أنت عبد الله بن خباب ـ صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ؟ قال : نعم ، قال : فهل سمعت من أبيك حديثا يحدثه عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تحدثناه؟ قال : نعم سمعته يحدث عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي. قال : فإن أدركت ذاك فكن عبد الله المقتول. قال «أيوب» : ولا أعلمه إلا قال : ولا تكن عبد الله القاتل ، قالوا : أأنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ؟ قال :
نعم ، قال : فقدّموه على ضفة النهر فضربوا عنقه ، فسال دمه كأنه شراك نمل ما ابذقر ، وبقروا أم ولده عما في بطنها.
«ما ابذقر : يعني لم يتفرق».
وفي «التلخيص الحبير» ٤ : ٩٤ : وقد روى «الطبراني» من حديث «شهر بن حوشب» عن «جندب بن سفيان» في حديث قال في آخره : «فكن عبد الله المقتول» ومن حديث «خباب» مثل هذا. وزاد : «ولا تكن عبد الله القاتل» ورواه «أحمد» و «الحاكم» و «الطبراني» أيضا ، و «ابن قانع» من حديث «حماد بن سلمة» : عن «علي بن زيد» عن «أبي عثمان» عن «خالد بن عرفطة» بلفظ :
«ستكون فتنة بعدي ، وأحداث واختلاف ، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول ، لا القاتل فافعل».
و «علي بن زيد» هو «ابن جدعان» ضعيف ، لكن اعتضد ، كما ترى. انظر «مسند أحمد» ٥ : ٢٩٢.